فلسطين أون لاين

​ممارسات انتقامية ضد الفلسطينيين على الحواجز الاحتلالية في الضفة الغربية

...
قلقيلية - مصطفى صبري

يضطر سائق المركبة العمومية، حامد نزال، إلى نقل المواطنين، عبر طرق وعرة وفرعية؛ لتجاوز حالة الحصار المفروضة على مدينة نابلس والقرى المحيطة بها في شمالي الضفة الغربية، بعد تصعيد جنود الاحتلال المنتشرين على الحواجز العسكرية لممارساتهم الانتقامية؛ بحجة مقتل مستوطن في عملية إطلاق نار، مساء الثلاثاء الماضي.

حال السائق نزال جزء من حالة شكوى عامة، خصوصًا من أهالي القرى المحيطة ببؤرة جفعات جلعاد، تتصاعد من تصرفات جنود الاحتلال "الاستفزازية" و"الانتقامية" على الحواجز العسكرية بعد مقتل الحاخام زرئيل، الذي يقطن البؤرة المذكورة في شرق مدينة قلقيلية.

ويقول نزال من قلقيلية "لفلسطين": "أعمل على خط قلقيلية باتجاه طولكرم، وبعد مقتل المستوطن نصب جنود الاحتلال الحواجز العسكرية على مدخل عزون وأسفل منطقة الجسر، وخلال التفتيش قام أحد الجنود بنزع وشاح الكوفية مع العلم الفلسطيني المعلق داخل المركبة، بطريقة استفزازية وحاول أن يصادره فانتزعته منه".

ويضيف أن المشهد "كاد أن يتحول إلى عراك بيني وبين جنود الاحتلال".

ويتابع أنها "ليست هذه الحادثة الوحيدة، فجنود الاحتلال طلبوا أرقام الهواتف للسائقين والمسافرين وتسجيلها، ووقف حركة المواطنين على الحواجز العسكرية لفترة طويلة، بالرغم من وجود نساء وأطفال وكبار سن، فهم لا يحترمون أي حاجة إنسانية للمواطنين".

المواطن أحمد الطويل من قرية فرعتا، حيث تعرضت قريته القريبة من بؤرة جفعات جلعاد إلى إرهاب منظم من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال معًا.

يقول الطويل: "هناك عدة بيوت معزولة عن القرية عاشت ليلة عصيبة، ودائما يستفرد المستوطنون في بؤرة جلعاد بهذا الحي المعزول في الماضي وقبل الحادث الأمني الأخير، إلا أن اعتداءاتهم تضاعفت بعد مقتل الحاخام المستوطن".

ويضيف أن جيش الاحتلال كان يبادر بالانتقام قبل المستوطنين بحق المواطنين في تلك البيوت، واضطرت العائلات إلى النزوح عن منازلها خوفا من الانتقام الإسرائيلي المنظم.

ويتابع: "تمت محاصرة القرى المحيطة ببؤرة جلعاد بشكل لا يوصف، وأصبحنا في سجون حراسها من المستوطنين والجيش".

وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، يقول حسن شبيطة مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية عزون: "بعد كل حادث أمني تدفع البلدة ثمن هذا الحادث بالإغلاق والاقتحام ومداهمة المنازل والاعتداء على من فيها والتهديد بالقتل الجماعي".

وينبه إلى أنه "بعد مقتل الحاخام كانت تصرفات جيش الاحتلال على مدخل البلدة الرئيس من الجهة الشمالية، والمطل على الطريق الالتفافي رقم 55 في غاية العنصرية والاستفزاز والانتهاك".

ويتابع: "على خلفية مقتل مستوطن قامت الدنيا ولم تقعد، بينما يتم استهداف أكثر من 12 ألف مواطن من سكان عزون يوميا بالحصار والاعتقالات والاقتحامات ومصادرة المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية؛ لمراقبة أحياء البلدة من داخلها واعتقال الأطفال والتحقيق معهم في المستوطنات القريبة".

وتتخوف الناشطة أمينة الطويل من قرية فرعتا من انتقام قادم من عائلتها، التي تقطن بالقرب من بؤرة جلعاد، بعد التهديدات التي أطلقها سوائب المستوطنين بحق الفلسطينيين.

وتقول الطويل: "يجب توفير الحماية للقرى التي تجاور بؤرة جفعات جلعاد، فالتهديدات تضاعفت والانتهاكات لم تتوقف".