يتطلع مواطنون فلسطينيون لأن يعلن اجتماع المجلس المركزي الذي بدأت أعماله أمس، الحقيقة للشعب الفلسطيني بفشل النهج السياسي للمنظمة، وإنهاء عملية "التسوية" ووقف التنسيق الأمني والإعلان عن توحيد الشعب الفلسطيني ودعم جهود المصالحة, ورفع الحصار عن غزة، متسائلين في الوقت ذاته، عن الهدف من الاجتماع إذا كان ما يصدر عنه غير ملزم, استنادا لقراره في مارس/ أذار 2015م بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والذي لم ينفذ.
فيما كان خطاب رئيس السلطة محمود عباس في افتتاح دورة المجلس المركزي بحسب مواطنين تحدثوا لصحيفة "فلسطين" بعيدا كل البعد عن متطلبات الشعب الفلسطيني، ولا سيما في غزة التي تعاني جراء الحصار والعقوبات الظالمة، فمن تبرير للتنسيق وأوسلو إلى انتقاد الفصائل إلى "محاضراته التاريخية التي لا تغني ولا تسمن من جوع".
معتز عبد العاطي وصف خطاب عباس بأنه "هزيل محبط بائس لم يراع أدنى طموحات المشاهدين على شاشات التلفاز والمستمعين الذين توقعوا قرارا يضمد جرحا ويرفع ألما ويداوي مرضا ويسكت قرقعات معدة الفقراء، الشعب مل من الخطابات الرنانة والشعارات المغلفة ودس السم في العسل".
وقال عبد العاطي لصحيفة "فلسطين": "نريد خطوات عملية مباشرة دون حجج أو ذرائع، وعدم استخدام سياسة العقاب الجماعي ضد غزة، والإعلان عن وقف التنسيق والبدء بالعمل فورا، والإعلان عن ثورة ضد الاحتلال حتى لو كانت شعبية، "الي بجرب المجرب عقله مخرب" قالوها قديما وما زال عباس يستخدم نفس الوسائل وينتظر نتائج مختلفة...لك الله يا شعب فلسطين".
والخطاب بحسب مجدولين حلحولي لا دخل له بالأسرى وكلامه عن القدس غير مقنع ولا شيء جديد سوى اتهامات جديدة لحماس.
أما أسماء أبو جزر فتقول: " شتان بين الخطاب وبين الواقع فهو خلا من رفع العقوبات وإلغاء أوسلو".
في حين يقول الدكتور إيهاب النحال لصحيفة "فلسطين" "لا أنتظر من رئيس يحاصر شعبه ويمارس سياسة تجويع ضد عوائل الموظفين ويقلص الأدوية والتحويلات المرضية والكهرباء عن غزة كيف لنا أن ننتظر منه خيرا, الشعب الفلسطيني بتضحياته وبطولات يحتاج لرئيس يرتقي لتطلعاته وآماله".
وأمام ذلك، يتطلع المواطن مازن أبو عون بأن يكون اجتماع المجلس المركزي على مستوى الأحداث، وأن يعلن الحقيقة للشعب الفلسطيني بفشل النهج السياسي للمنظمة، وأن الأسس التي قامت عليها "أوسلو" قد تدمرت وبالتالي سحب الاعتراف بالاحتلال، منبها إلى أن المجلس الوطني أصلا ضعيف, لا يمثل الكل الفلسطيني لأن شرعيته تأتي من تمثيله للكل الفلسطيني.
من جانبه، قال علاء شاهين (25 عاما) إنه لم يسمع في حياته عن قرار مهم اتخذه المجلس المركزي، متسائلا في حديثه لصحيفة "فلسطين" هل ستكون قراراته ملزمة لو أصدرها، وأين هذا المجلس من حصار غزة والعقوبات المفروضة عليه، وأين المجلس من الحروب التي شنت على القطاع؟.
فيما كان اجتماع المجلس وفق نظرة تهاني برهوم متأخرا، وأنها تأتي في إطار لعبة سياسية مبطنة غير معروفة وغير مبشرة، بينما رأى أحمد شبير أن "المجلس الوطني ﻻ فائدة منه سواء عقد بعد قرار ترامب بيوم أو بشهر لأن كل قراراته ﻻ تقدم شيئا على مستوى القضية".
فيما رأت رواء أبو معمر أن دعوة الانعقاد في مثل هذا الوقت هزلية وغير مجدية وكان يجب والأجدر على السلطة الفلسطينية الاعلان لدعوات تعزز خطوات زوال الانقسام بما يحقق مصلحة الشعب، معتقدة أن السلطة أرادت من مشاركة "حماس" و"الجهاد" على وجه الخصوص تجميل الاجتماع وإظهاره على أنه يمثل الكل الفلسطيني وهو ما ليس له علاقة بأرض الواقع.
لكن المواطن كمال موسى وهو مدير بالمستشفى الأوروبي بوزارة الصحة، يأمل أن تعلن منظمة التحرير انتهاء عملية التسوية، وانهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإعلان الوحدة ودعم جهود المصالحة.

