في ظل الانتشار الكبير للفيروسات المحملة بالأمراض في فصل الشتاء، وأمام زيادة الوزن التي يعاني منها الكثيرون في هذا الفصل، كان لا بد من غذاء خاص يمدّ الجسم بالطاقة والدفء ويقوي جهاز المناعة ويقي الجهاز التنفسيّ، ويمنع زيادة الوزن.

أخصائية التغذية سماح وادي تتحدث لـ"فلسطين" عن الشتاء وظروفه وأفضل الأغذية التي يحتاجها الإنسان فيه.

وتوضح أن الكثير يعتقد بأن الشتاء هو ذلك الفصل الذي تكون فيه الشراهة في تناول الطعام غير عادية، حيث تدفعهم لتناول الطعام بكميات كبيرة وفي أوقات متقاربة ومختلفة، ما يؤدي لزيادة الوزن بشكل غير طبيعي.

وتعزي وادي ذلك إلى قلة الحركة وعدم ممارسة أي نشاط، إلى جانب اتباع بعض العادات الغذائية السيئة كتناول الأصناف التي تحتوي على مصادر الطاقة كالكربوهيدرات أحادية السكر والتي يتم حرقها بسرعة دون الاستفادة منها كبعض أنواع الشوكولاتة والبسكويت.

في حين أن هذا المعتقد الذي يظن فيه البعض أن الشراهة للأكل تزيد في الشتاء غير صحيح وفقاً للأخصائية وادي التي تقول: "الشتاء هو فرصة لانقاص وإنقاذ الوزن، وهذا يكون من خلال الحرق الذاتي للسعرات الحرارية المخزنة في الجسم".

خطوات صحيّة

وذكرت بعض الخطوات التي يجب اتباعها للحفاظ على الوزن واكتساب مناعة جيدة:

1. تناول خمس وجبات في اليوم، ثلاث وجبات رئيسة واثنتين فرعيتين، الإفطار والغداء والعشاء وما بينهما.

2. تنظيم الوقت لتناول هذه الوجبات، حيث إن الوقت من أهم العوامل اللازمة للحفاظ على الوزن.

3. تغيير الأجواء التي نعيشها وتصنع حالة من الركود خاصة في الليل وقبل النوم، كالالتفاف بالبطانية وتناول المكسرات والسحلب, كل ذلك يجب أن يكون بنظام، حيث إن كوباً من السحلب المحتوي على الحليب والمكسرات والقرفة يعتبر وجبةً كاملة خفيفة وقد يتم استبدال وجبةٍ رئيسة بها لأنها غنية بكل ما تحتويه من عناصر غذائية لازمة لأجسامنا.

4. يُفضل لو كانت هذه المكسرات نيئة وغير مملحة لأنها سوف تشعرك بالشبع، وتُعد ّأيضا وجبة خفيفة بمعدل 50-70 غم مثلا .

5. اختيار بعض الأصناف التي تحتوي على كربوهيدرات عديدة السكر، كالحلاوة الطحينية والخبز الأسود والشعيرية والأرز، والبقوليات كالعدس.

6. المشكلة تكون في اختيار النوعية في الشتاء وليس في الكمية، فعلى سبيل المثال: في الصيف نحضّر أصناف الطعام كالأرز والملوخية وطبق السلطة ووجبة الفرد الواحد من كل هذه تحتوي على سعرات لا تتجاوز 500 سعر حراري، في حين في فصل الشتاء فإن تقديم صنف واحد كالحمصيص فقط مع إضافة الزيت تصل سعراته الي أكثر من 1000 سعر حراري.

7. الإكثار من الخضروات الورقية داكنة اللون والمتوفرة بكثرة في فصل الشتاء، فالسوق ملئ بها كالخبيزة والحمصيص والسبانخ والسلق، وتزامن الموسم مع هذه المحاصيل لم يأتِ عبثا، حيث إن تواجد المواد الفعالة في هذه المحاصيل له علاقة كبيرة بصحة جسم الانسان ونشاطه وحيويته ووقايته من الأمراض في هذا الفصل، وإليكم هذا المثال للتوضيح, السبانخ يحتوي على الحديد فهو ينشط الدورة الدموية التي تشعر بالدفء، ويحتوي على الألياف اللازمة للشعور بالشبع ويحتوي على فيتامين ك الذي يُعدّ من مانعات الأكسدة القوية، ولكن المحاصيل الجيدة والغنية بالمغذيات قد تكون ليست مفيدة لبعض المرضى، وإنما تضرهم، فبعض ما سبق هو غني بالبوتاسيوم كالخبيزة والحمصيص والعدس والسبانخ والسلق، ولذلك فهو يُمنع لمرضى الفشل الكلوي، وبعض حالات مرض السكري يجب فيها التقليل من استخدام الفواكه المجففة.

8. لا يفوتنا موسم الحمضيات في هذا الفصل حيث تنتشر بصورة كبيرة وهي تحتوي على فوائد عديدة أهمها فيتامين سي الذي يعد مقوي للمناعة ومعالج لأمراض الجهاز التنفسي.

9. وهناك بعض المشروبات التي تشعر الجسم بالدفيء، كمشروب الزعتر والبابونج والقرفة.

10- التركيز على الأغذية التي تحتوي على فيتامين سي ومضادات الأكسدة كفيتامين أ وفيتامين هــ والألياف وهذا يكون في شوربة العدس, السلق والعدس, الخبيزة, الحمصيص, السحلب, الكستناء, الفواكه المجففة كالتمر والمشمش.

11- ممارسة النشاط الرياضي ضروري لتنشيط الدورة الدموية حيث يصبح الدم منتشرا في جميع أعضاء الجسم ويُشعِر الإنسان بالدفء، ويجب ممارسة النشاط الرياضي بمعدل نصف ساعه يوميا وإن كنت لا ترغب بفل في ذلك في نادٍ خاص أو بالمشي في الشارع, فلتقم بذلك في المنزل تحرك بخطوات سريعة.

وتلفت وادي إلى أن "أجسامنا لا تشعر بالعطش في فصل الشتاء نتيجة لقلة الإفرازات وهذا أمر سيئ".

وتقول: "ذلك يؤدي الي الجفاف دون أن نشعر، ونرى ذلك من خلال التقشفات التي تظهر فجأة حول الفم والوجه أو علي اليدين نتيجة التعرض للبرد الشديد وإهمالنا لشرب المياه".

وتضيف: "لذلك يجب علينا أن نتناول المياه بمعدل ستة إلى ثمانية أكواب يوميا, وللتذكير تناول كوبًا قبل كل صلاة تؤديها وبذلك تحصل على خمس أكواب وتعطي جسمك حقه، فالماء هو أساس كل شيء في الجسم".