فلسطين أون لاين

اغتيال "كارلوف" لن يؤثر على العلاقات الروسية - التركية

...
انتشار مكثف لقوات الأمن التركية في محيط مكان مقتل السفير الروسي (أ ف ب)
موسكو / أنقرة - (أ ف ب)

رأت الصحافة الروسية الثلاثاء 20-12-2016 أن اغتيال السفير الروسي في تركيا لن يؤثر على العلاقات بين موسكو وأنقرة التي شهدت تقارباً كبيراً خلال الصيف بعد أزمة دبلوماسية حادة استمرت حوالى عام على خلفية النزاع في سوريا.

وقتل السفير اندريه كارلوف (62 عاماً) مساء أمس حين أطلق شرطي تركي النار عليه بينما كان يلقي كلمة خلال افتتاح معرض فني في العاصمة التركية. وقال الشرطي أنه قام بفعلته ثأراً لما يحصل في حلب حيث باتت قوات النظام المدعومة من موسكو على وشك استعادة السيطرة على مدينة حلب بالكامل.

وكتبت صحيفة كومرسانت "قد يكون هدف الإرهابيين الانتقام من روسيا لأعمالها في سوريا وإفشال التقارب الروسي التركي".

وتابعت "لكن يظهر على ضوء التصريحات الأولى لمسؤولي البلدين، أن هذا الهدف لم يتحقق"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية التركي لم يلغ زيارته إلى موسكو حيث يلتقي اليوم نظيريه الروسي والإيراني لبحث الوضع في سوريا.

وأعربت صحيفة "إر بي كا" الاقتصادية عن رأي مماثل معتبرة "من غير المرجح أن تؤدي عملية الاغتيال هذه إلى تدهور جديد في العلاقات" بين موسكو وأنقرة.

من جهتها لفتت مجلة "غازيتا.رو" الالكترونية إلى أن "روسيا وتركيا أعلنتا أن هذه المأساة لم تؤد سوى إلى توحيدهما".

ووصف الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اغتيال السفير بأنه "استفزاز" يهدف إلى الاضرار بالعلاقات بين موسكو وأنقرة، وقال بوتين أن "الرد الوحيد على ذلك هو تكثيف مكافحة الإرهاب".

ووقع الهجوم في وقت تشهد العلاقات التركية الروسية تقارباً منذ أشهر بعد أزمة دبلوماسية خطيرة نشأت إثر إسقاط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية فوق الحدود التركية السورية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

وفي السياق ذاته، توجهت مجموعة من 18 محققاً من عناصر أجهزة الاستخبارات ودبلوماسيين روس اليوم إلى تركيا للتحقيق في اغتيال السفير كارلوف، وفق ما أفاد الكرملين.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "المجموعة ستعمل في تركيا في إطار التحقيق في اغتيال سفير روسيا اندريه كارلوف، طبقاً للاتفاق التي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي والتركي خلال مكالمتهما الهاتفية".

وقد أفادت وسائل إعلام تركية اليوم أن الشرطي التركي الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف في مركز فنون في العاصمة استخدم بطاقة الشرطة التي يحملها للدخول إلى المعرض فيما كان يحمل سلاحه.

وذكرت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة أن مولود ميرت التينتاس (22 عاماً) تسبب بإطلاق إنذار جهاز رصد المعادن الأمني عند دخوله المعرض في أنقرة وهو يحمل مسدسه.

لكن بعدما أظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، سمح له بالمرور.

من جهتها ذكرت صحيفة "حرييت" أن التينتاس الذي كان يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب في شرطة أنقرة منذ سنتين ونصف، نزل في أحد الفنادق القريبة من أجل التحضير للهجوم.

وأضافت أنه كان في مأذونية وارتدى بزة وربطة عنق وحلق ذقنه في الفندق قبل التوجه إلى مركز المعرض.

ثم قامت الشرطة بقتله بعد تبادل إطلاق نار استمر أكثر من 15 دقيقة.

يتحدر التينتاس من بلدة سوكي في محافظة آيدين غرب تركيا وارتاد كلية شرطة خاصة للتدرب.

ورجح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك ، على حسابه على تويتر أن يكون المهاجم مرتبطاً بجماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي حملته السلطات التركية مسؤولية محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو الماضي.

وكررت الصحافة الموالية للحكومة تصريحاته مشيرة إلى أن أنقرة تعتبر جماعة فتح الله غولن وراء الهجوم.

وكتبت صحيفة ستار "هجوم على الصداقة تشنه منظمة فتح الله غولن الإرهابية الغادرة" مضيفاً "رصاصة من منظمة فتح الله غولن الإرهابية".

من جهتها قالت صحيفة "حرييت" أن السلطات تحقق بروابط محتملة بين القاتل وحركة غولن.

وأضافت أنها تركز بشكل خاص على الصداقات التي أقامها التينتاس في كلية الشرطة.

وينفي غولن أي علاقة له بالانقلاب الفاشل كما أصدر مؤيدوه بياناً يرفضون فيه أي علاقة بعملية اغتيال السفير الروسي.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء دوغان أن ستة مقربين من مطلق النار مولود ميرت التينتاس وضعوا قيد الحجز الاحتياطي في آيدين، المدينة التي يتحدر منها القاتل في غرب تركيا .