فلسطين أون لاين

​الوقاية والغذاء السليم.. كلمة السر لصحةٍ أفضل في الشتاء

...
غزة - صفاء عاشور

لم تعد شيماء عودة الأم لأربعة أطفال تستطيع أن تخفي قلقها منذ دخول فصل الشتاء، فانخفاض درجات الحرارة يعني مرض أطفالها بشكل متواصل وانتقال العدوى فيما بينهم، الأمر الذي يحيل حياتها إلى جحيم.

ورغم أنها حاولت بأكثر من طريقة تعزيز مناعة أطفالها من خلال وقايتهم وتدفئتهم، بالإضافة إلى عدم تعريضهم للأجواء الباردة، إلا أن الأمراض تجد طريقها من حيث لا تدري، لتبدأ بعدها حرب العلاج بالأدوية والأعشاب.

ويُعدّ الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض التي تنتشر في فصل الشتاء، كنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما.

بالدواء والغذاء

طبيب الأسرة د. بسام أبو ناصر قال إن العديد من الأمراض تنتشر خلال فصل الشتاء، وأبرزها النزلات البردية، والانفلونزا، والتهاب الحلق والبلعوم واللوزتين والقصبة الهوائية، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الرئتين، بالإضافة إلى التهاب الجيوب الأنفية الذي يكون كمضاعفات لنزلات البرد.

وأضاف لـ"فلسطين" أن الوقاية من الأمراض سابقة الذكر تبدأ قبل بداية فصل الشتاء وذلك من خلال تقوية المناعة عبر التغذية السليمة ولعب الرياضة مع الاستمرار في ذلك خلال فصل الشتاء وغيره من فصول السنة.

وتابع: "أغلب أمراض الشتاء فيروسية، ولذلك غالباً يكون العلاج بعيدا عن المضادات الحيوية، ويُعتمد على العلاجات الخاصة بتخفيف الاعراض فقط".

وأوضح أن النباتات الخضراء والخضروات بمختلف ألوانها، كالفلفل الرومي، وجميع أنواع الحمضيات تعلب دورا هاماً في علاج أمراض الشتاء، وكذلك الأغذية والمشروبات العشبية، حيث إن شرب السوائل العشبية يساعد كثيراً في تخفيف الأعراض، مثل: الميرامية، والبابونج، وعصير الليمون والعسل مع الشاي والحليب الدافئ بالعسل وغيره الكثير".

وأكّد أنه رغم أهمية ما سبق ذكره، لا غنى عن العلاجات الدوائية إذا ثبت وجود التهابات بكتيرية، مثل: التهابات اللوز الصديدية أو التهابات الجيوب الأنفية والتهابات الأذن الوسطى والتهابات القصبة الهوائية والرئتين والتي غالبا ما تحتاج لدخول المستشفى وخصوصا للأطفال دون سن السادسة.

حسب العمر

وبين أبو ناصر أن عمر الشخص هو ما يحدد طريقة التعامل معه، سواء في الوقاية أو العلاج، فالأطفال دون سن السنة يشكّلون الفئة الأخطر، خاصة إذا كانوا يعتمدون على الحليب الصناعي، لذلك يجب الاهتمام بطعامهم وملبسهم ومكان إقامتهم بالإضافة إلى ضرورة تعريضهم لأشعة الشمس الدافئة وعدم إغفال أي عرض قد يظهر عليهم.

وأوضح: "أما الأطفال من سنة حتى ست سنوات فيجب متابعتهم، خصوصاً أنها يخرجون من البيت ويختلطون بالآخرين، مما يعني أن فرصة التقاط العدوى كبيرة، لذلك يجب تقوية مناعتهم المكتسبة بالتغذية السليمة حتى يواجهوا أي عدوى محتملة".

وأشار إلى أن فئة الأطفال في سن المدرسة لا تقل خطورة، عن سابقتها، في التقاط العدوى، لأنها الأكثر تعرضاً لتغيرات الجو بما يحمله من عدوى بكتيرية وفيروسية بفعل اختلاطهم بالعالم الخارجي، لكن هذه الفئة، في ذات الوقت، هي الأكثر مقاومة للأمراض، إذا كان قد تم تأسيس مناعتها منذ الصغر.

عناية خاصة

أما بالنسبة لكبار السن، فبين أبو ناصر أن حالهم كحال الأطفال في كثير من الأحوال، فغالبا تكون أجسادهم ضعيفة المناعة والمقاومة، ولا يتحملون أبسط أنواع البكتيريا أو الفيروسات التي كانت سابقا عابرة بالنسبة لهم.

ولفت إلى أن غالبية كبار السن يعانون من الأمراض المزمنة والتي تلعب دوراً آخر في إضعاف أجسادهم ومناعتهم، مثل: السكري والضغط وأمراض القلب المختلفة، بالإضافة إلى أمراض الروماتزم وهشاشة العظام، وأزمات الربو وغيره من الأمراض.

وأكد أبو ناصر أن هذه الفئة تحتاج إلى تشخيص سليم ومطابقة علاجية جيدة لعدم حدوث اختلاطات علاجية، بالإضافة لاختيار النوع الملائم لهم من الأدوية لتكون مناسبة لحالتهم في حال إصابتهم بأي مرض من أمراض الشتاء، وللتغذية دور مهم في رفع المناعة العامة.

وفيما يخص الحامل، أوضح أن الحمل ليس حالة مرضية، بل هو حالة فسيولوجية طبيعية تمر بها المرأة مرات عديدة في حياتها، وممكن أن تمر دون حدث أي ملاحظات مرضية أو حتى ضعف عام لو كانت السيدة قد جهزت نفسها صحياً لذلك.

ونوه إلى ضرورة اهتمام الحامل بصحتها عن طريق التغذية السليمة وتناول المقويات والفيتامينات والأغذية المنشطة للمناعة مثل: الفواكه والخضار والبقوليات، أما في حال عدم الاهتمام العام بالصحة أثناء الحمل فإن الجسم يُعبّر عن ضعفه بأعراض كثيرة، مثل: الإرهاق العام والدوخة وانخفاض الهيموجلوبين في الدم، وأحيانا كثيرة انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم أو حدوث الالتهابات البولية وغير ذلك من الأمراض.

وشدد أبو ناصر على أنه إذا تعرضت الحامل لكل ما سبق من مسببات الضعف العام فإنها ستكون فريسة سهلة للفيروسات أو البكتيريا أو حتى لنزلات البرد العابرة ولكنها ستكون متعبة لها وقد تكون سبباً في الاجهاض لبعض الحالات.