وصفت فصائل فلسطينية استجابة السلطة الفلسطينية لدعوة صينية رسمية للقاء وفد إسرائيلي في بكين بأنها "طعنة في خاصرة الفلسطينيين"، مؤكدة رفضها المطلق لأي حراك سياسي في إطار عملية (السلام) بعد القرار الأمريكي بإعلان مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل).
ورجحت صحيفة "هآرتس" العبرية، وصول وفد فلسطيني إسرائيلي مشترك إلى الصين نهاية الأسبوع الحالي بدعوة من الخارجية الصينية.
وقالت الصحيفة في عددها أمس: إن الوفد سيلتقي بوزير الخارجية الصيني "وانغ يي" يوم الخميس المقبل، مشيرة إلى أن نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية سيترأس الوفد الفلسطيني، ويرافقه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، وممثلون عن مبادرة جنيف.
ودعت الجبهة الديمقراطية، لضرورة محاسبة القائمين على الزيارة، ووصف عضو مكتبها السياسي، زياد جرغون، مشاركة السلطة الفلسطينية لسلطات الاحتلال ضمن وفد سياسي إلى الصين في ظل تصاعد انتفاضة القدس بأنها "الطعنة في خاصرة الفلسطينيين، وانتفاضته".
ودعا جرغون في حديث لصحيفة "فلسطين"، لمحاسبة الوفد الفلسطيني، و"تعريته"، لافتاً إلى أن الوفد المشترك يضرب بعرض الحائط دعوات ومطالبات الكل الفلسطيني بمحاصرة الاحتلال ومقاطعته وعزله في ظل تغوله على الشعب الفلسطيني وقضم حقوقه وتجاهلها.
ونبه إلى أن أقل ما يمكن فعله في ظل الصلف الإسرائيلي الجاري المدعوم أمريكيا، هو إلغاء اتفاق أوسلو، وتجاوز كل الاتفاقات المنبثقة عنها الاقتصادية والأمنية، والوقوف في وجه العلاقات التبادلية والتطبيعية مع الاحتلال رسمية أو شعبية كانت.
مكاسب شخصية
بدوره، أدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد العوري، الزيارة المرتقبة في ظل المواجهات الشعبية والشهداء الذي يبذلون دماءهم لنصرة القدس.
ورجح في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن يكون إصرار السلطة على لقاء الإسرائيليين "يُحقق بعض المكاسب الشخصية فقط، لكن على المستوى الوطني لن يحقق أي شيء"، مطالباً السلطة باتخاذ قرار حاسم بالتنصل من اتفاقية أوسلو وملحقاتها، في ظل وصول مسار التسوية إلى طريق مسدود، وعدم تحقيق أي مكاسب وطنية للشعب الفلسطيني.
وأكد العوري، على ضرورة اعتبار الإدارة الأمريكية "عدواً للشعب الفلسطيني، كما الاحتلال، فهما وجهان لعملة واحدة"، خاصة بعد قرارها الأخير بشأن القدس.
كما شدد على رفض حركته لأي لقاءات سياسية فلسطينية إسرائيلية "تحت أي مظلة"، في ظل تصاعد وتيرة الغضب في الشارع الفلسطيني، والتضامن العربي والإسلامي الشعبي والدولي الكبير.
ومنذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تشهد عديد العواصم العربية والإسلامية والعالمية، احتجاجات رفضاً لأي قرار يمس سيادة القدس.
تطبيع مع الاحتلال
من جهته، عّد القيادي في الجبهة الشعبية أسامة الحاج، استجابة السلطة للدعوة "شكلا من أشكال التطبيع".
وأكد الحاج في حديث لصحيفة "فلسطين"، رفض الجبهة لمثل هذه اللقاءات، في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومس بمشاعره، مطالباً كل الفصائل بالتنصل من "أوسلو".
كما طالب بضرورة الإسراع بإتمام الوحدة الوطنية على أسس الشراكة وعدم التفرد، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
ودعا الحاج إلى وضع استراتيجية وطنية شاملة تكفل الحد الأدنى للشعب الفلسطيني بممارسة كافة أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني والتشريعي ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للانعقاد لتضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني.