فلسطين أون لاين

​300  طفل ما زالوا قيد الأسر

أطفال فلسطين.. أحلام مسلوبة داخل سجون الاحتلال

...
رام الله- الأناضول

تعشعش اللحظة التي احتجز فيها جنود الاحتلال في عقل الفتى الفلسطيني أمجد (15 عاما)، قبل شهرين، في الضفة الغربية المحتلة، وتكاد لا تغيب البتة.

أمجد، الذي فضلت أسرته عدم الكشف عن اسمه كاملا، احتُجز أثناء مشاركته في مسيرة بقرية النبي صالح، شمال غربي رام الله، في الضفة الغربية .

ويروي الفتى لوكالة "الأناضول" تفاصيل حكايته، فيفتتح حديثه بالقول: "أتذكر تلك الواقعة كما لو أنها حدثت أمس".

ويضيف: "تم احتجازي في سيارة عسكرية وعُصبت عيناي لأكثر من ساعتين، وظل الجنود يكيلون الإهانات والسباب إلي".

وبينما ترتسم ملامح الفزع على وجهه، يقصّ أمجد كيف تم اقتياده إلى قاعدة عسكرية قرب قريته، فيقول إنه تعرض لإيذاء بدني هناك.

ويردف: "لقد تم تجريدي من ملابسي، ولمدة 30 دقيقة فتشني ثلاثة جنود، قبل أن يحتجزوني في غرفة لأكثر من ثلاث ساعات دون ماء أو طعام (...) وبعدها تم نقلي إلى غرفة أخرى الاستجواب".

ويتابع أمجد: "ظل الضابط الإسرائيلي يصرخ في وجهي طوال الوقت، وبعد أن رفضت الإجابة على أحد أسئلته وجَّه إليّ ثلاث لكمات في بطني".

ويصف وضعه قائلا "لم أستطع التقاط أنفاسي وكان علي التقيؤ من الألم"، وعند هذه اللحظة احتبس الكلام في جوفه ولم يعد قادرا على مواصلة رواية قصته.

هنا يواصل والد أمجد القصة، قائلا إنه تم إطلاق سراح ابنه بعد 48 ساعة.

انتهاكات

وتقول المؤسسات الحقوقية، إن سلطات الاحتلال تعتقل الأطفال الفلسطينيين بشكل روتيني.

ويشير رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إلى أن قوات الاحتلال تعتقل الأطفال "بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم"، مضيفاً "لكن وفقا للقانون الدولي فإن كل من يقل عمره عن 18 عاما يعتبر طفلا".

ويؤكد فارس أنه "جرى توثيق العديد من الحالات التي اعتقلت فيها قوات الاحتلال أطفالا تقل أعمارهم عن سبع سنوات خلال العقدين الماضيين".

ومضى يقول: "ذلك يمثل انتهاكا للاتفاقيات الدولية ويتجاهل بشكل واضح ميثاق الأمم المتحدة".

ويرى فارس أنه "يجب على العالم اتخاذ موقف حازم ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفالنا الذين يتعرضون للاعتداء يوميا".

يذكر أن احتجاز قوات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين، تصدّر العناوين الرئيسية للصحف الأسبوع الماضي، بعد الصورة الطفل فوزي الجنيدي والتي تظهر أكثر من 16 جندياً يحيطون به معصوب العينين، خلال احتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ومنذ ذلك الحين أصبحت صورة الطفل "معصوب العينين" رمزا للانتفاضة المستمرة ضد سياسة واشنطن في القدس.

ووفقا لنادي الأسير، فقد اعتقلت قوات الاحتلال نحو 100 طفل فلسطيني منذ أن أعلن ترامب قراره بشأن القدس، الأسبوع قبل الماضي.

إساءة ممنهجة

وتقول منظمات حقوقية فلسطينية إن، الغالبية العظمى من الأطفال المحتجزين يتعرضون للإيذاء النفسي أو البدني أثناء الاعتقال.

ويكشف مسؤول ملف المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، أن "حوالي 90 بالمائة من الأطفال الأسرى يتعرضون للاعتداء اللفظي والإذلال من قبل ضباط جيش الاحتلال.

ويضيف للأناضول، 82 بالمائة من الأطفال الأسرى يتم تجريدهم من ملابسهم أثناء إخضاعهم لعمليات تفتيش، ونحو 30 بالمائة منهم يتعرضون لاعتداءات بدنية أثناء اعتقالهم.

ووفقا لأبو قطيش، فإن أكثر من 75 بالمائة من الأطفال الأسرى حرموا من الحصول على المشورة القانونية قبل استجوابهم.

وينوه أن "هذه ليست حوادث معزولة بل ممارسة معمول بها من قبل جيش الاحتلال الذي ينفذها كسياسة منهجية بهدف تخويف الأطفال الفلسطينيين".

بدوره، أفاد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، أن قوات الاحتلال اعتقلت 19 طفلا في مداهمات بين عشية وضحاها منذ الأسبوع قبل الماضي.

ويشير إلى أن هؤلاء الأطفال المعتقلين تعرضوا لإصابات بالرصاص المطاطي أو استنشاق الغاز المسيل للدموع، أو الضرب أثناء اعتقالهم.

ويقول نادي الأسير إن نحو 300 طفل ما زالوا قيد الاحتجاز في سجون الاحتلال.