أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية أن العدوان الذي تتعرض له القدس اليوم بسبب قرار ترامب يستوجب التأكيد مجدداً على أن شعبنا هو رأس الحربة في إسقاط هذا المشروع التآمري عليه .
وقال - خلال كلمته في مهرجان انطلاق حماس الـ30- :" منذ اتخاذ القرار عادت قضية فلسطين والقدس إلى الصدارة لدى شعبنا وأمتنا وأحرار العالم بعدما ظن كثير من الواهمين أنها تراجعت وانزوت وأن الأمة انشغلت بصراعاتها ومشاكلها".
وتابع :" وقد تصدع الموقف الأمريكي على المستوى الدولي ، وتم عزل الإدارة الأمريكية لأول مرة في تاريخ الصراع ، العالم كله في كفة ، وترامب ونتناياهو في كفة أخرى ، وهو تأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يحتل مكانته السابقة حتى لدى الدول الأوروبية".
وأثنى على انطلاق شرارة الانتفاضة من شوارع القدس وغزة والضفة والأراضي المحتلة عام 48م ، قائلاً : هذه بداية الثورة لشعبنا الذي يتوق للعودة إلى فلسطين في كل أماكن تواجده".
وجدد التأكيد على أن القدس فلسطين سياسية وإسلامية دينياً، قائلاً:" ننطلق بقوة وصلابة لإرغام الإدارة الأمريكية على التراجع عن قرارها الظالم وكسر الموقف الأمريكي ، "سنسقط قرار ترامب مرة وإلى الأبد"".
ومضى يقول :" لا يمكن لأحد أن ينتزع منا القدس أو يغير هويتها ، ولأي قوة أن تمنح القدس للمحتل ، لا وجود لشيء اسمه دولة (إسرائيل) لتكون له عاصمة اسمها القدس ".
وتابع :"إذا كان أهل القدس والـ48 أسقطوا قرار نتنياهو بخصوص البوابات ودخلوا القدس فاتحين، ألا نستطيع نحن كشعب فلسطيني وأمة إسلامية أن نسقط قرار ترامب؟! ، نعم نحن قادرون".
وأضاف : " هذا الجيل لن يسجل أنه قد ضاعت القدس في عهده ، إذا كان أجدادنا لأسباب كثيرة لم يستطيعوا وقف وعد بلفور فإننا لن نمرر وعد ترامب حتى لو ضحينا بأرواحنا".
وأشار إلى أن هدف شعبنا من هذه الثورة المتجددة هو إسقاط ما يسمى بـ"صفقة القرن" ، قائلاً:" إننا كشعب وأمة قادرين على أن نسقط هذه الصفقة، لأن موضوع القدس جاء في سياق مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية ، فإذا مرت هذه القضية فما دون ذلك أسهل كالتطبيع والزيارات والسلام الاقتصادي".
وجدد التأكيد على أن الثوابت الوطنية التي انطلقت حماس من أجلها كالقدس وحق العودة و الدولة والأسرى والهوية لا يمكن أن تفرط فيها أو تتنازل عنها مطلقاً، قائلاً :" إذا مرت صفقة القرن فيا ويلنا من حكم التاريخ والشعب والأمة ".
وقال هنية :" لن نعترف بـ(إسرائيل ) "، مشيراً إلى أن حماس متمسكة بالوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شئون هذا الوطن ، الأمر الذي يتطلب الإسراع بتنفيذ الاتفاقات وأن يعيش أهل غزة حياة عزيزة كريمة والاتفاق على استراتيجية وطنية تأخذ بكل أسباب الصمود لمواجهة المحتل .
وتابع :" يجب الاتفاق على استراتيجية للمقاومة المسلحة والانتقاضة الشعبية ، وترتيب منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كل قوى شعبنا".
وأشار إلى أن حماس تريد بناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة والأمة ، لأن معركة القدس معركة كل جماهير الأمة ، قائلاً :" الاحتلال يراهن على أن الأمة لا تمتلك النفس الطويل ولا استراتيجية لمواجهة القرار لذلك نطالب جماهير أمتنا العربية والإسلامية بأن يجعلوا يوم الجمعة من كل أسبوع يوم للقدس ، ونطالب الإخوة المسيحيين بأن يخصصوا يوم الأحد للقدس ولكنيسة القيامة وللمسجد الأقصى المبارك و نطالب شباب الأمة لتشكيل أطر لتنظيم الفعاليات الأسبوعية والشهرية حتى إسقاط قرار ترامب".