فلسطين أون لاين

بشور : على السلطة إنجاز المصالحة نصرة للقدس

...
معن بشور (أرشيف)
بيروت / غزة - يحيى اليعقوبي

وصف المفكر اللبناني معن بشور قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة بأنه "حماقة سياسة كبرى"، بحق الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة العربية، مؤكدًا أن القرار انتهاك لحق الشعب الفلسطيني وأهل القدس وتاريخها ومكانتها ورمزيتها.

وقال بشور وهو الرئيس المؤسس للمؤتمر القومي العربي في حوار مع صحيفة "فلسطين": "إن ترامب الآن يواجه عزلة شعبية عربية وإسلامية ودولية بعد قراره تجاه قضية تمس شرف العرب وكرامتهم"، مضيفًا: "إذا كان ترامب يعتمد على بعض الحكام العرب فإنه سيتكشف أن هؤلاء الحكام لم يتمكنوا من إعطائه شيئا حقيقيا يدعمونه به في هذا القرار".

وتابع: "إن الأصوات المعارضة لقرار ترامب ترتفع بأمريكا ليس من باب الحرص على الحق الفلسطيني لكن لأن القرار يصب في مصلحة من تعتبرهم أمريكا أعداءها في المنطقة ويسعون لاستثمار الفرصة".

ويعتقد بشور أن ترامب حاول استقطاب بعض الفئات في الولايات المتحدة وكسب تأييدهم من خلال القرار، مشيراً أن مسؤولي إدارته يعتذرون عنه لإدراكهم صعوبة وحجم الاعتراض العربي والإسلامي عليه.

4 عوامل

وبشأن العوامل التي يمكن أن تفشل قرار ترامب، ذكر بشور أن أنظار العالم تتجه نحو الموقف الفلسطيني، الذي بمقدار ما إذا كان حازما وواضحا ومهددا لاستمرار عملية التسوية، التي كانت عملية للتغطية على الحروب والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض والشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة أن تتحرك السلطة الفلسطينية على المستوى الشعبي عبر احتضان الانتفاضة الشعبية وتغذيتها وتقويتها واعتبارها المجال الذي تعبر به عن الوحدة، من خلال إطلاق انتفاضة شعبية وحشد القيادة كل الطاقات لاستمرارها لإشعار الاحتلال أن كلفة القرار الأمريكي أكبر من الفوائد الذي سيجنيها منه.

والخطوة الثانية، وفق بشور، إلغاء اتفاقية "أسلو" الموقعة بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي وكل ما يتصل بها خاصة التنسيق الأمني، التي لم تعطِ الشعب الفلسطيني سوى المزيد من الاستيطان على مدار 25 عاما.

والخطوة الثالثة، الإسراع في إنجاز مخرجات اتفاق المصالحة الفلسطينية لمواجهة التحديدات، فيما تتمثل الخطوة الرابعة بالتوجه للمحاكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وقف بشور.

وشكك المفكر اللبناني، بإمكانية تنفيذ السلطة للخطوات السابقة كونها كبلت نفسها بالتزامات واتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مما يتطلب دورا من القوى الفلسطينية لممارسة ضغط على السلطة للخروج من مربع التسوية.

وتابع: "إن السلطة الفلسطينية حينما تتخلى عن مسار التسوية فهي لن تأتي بجديد بل تقر بواقع موجود، باعتبار أن مسار التسوية انتهى منذ فترة طويلة" مستدركًا: "لو طرحت السلطة استفتاء شعبيا فلسطينا حول مسار التسوية لكان النتيجة العظمى رفض هذا النهج".

صفقة القرن

وحول اذا ما كانت قد ظهرت ملامح ما تسمى "صفقة القرن" بعد اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للاحتلال، بين بشور أن الصفقة التي تريدها أمريكا في جوهرها لا تختلف عن مبادرات عديدة عرفتها القضية الفلسطينية منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كلها كانت تحوم حول انتزاع اعتراف نهائي بـ(إسرائيل).

وقال: "اليوم تحوم الصفقة حول انتزاع اعتراف وإقرار عربي بهذا الاحتلال والتحالف معه والسماح له باختراق جسم الأمة العربية والإسلامية"، مضيفًا: "نحن أمام لعبة سياسية وإعلامية أمريكية خطيرة، باعتبار أن الصفقة التي تبدأ بإعلان القدس عاصمة للاحتلال هي مخططة ومهندسة ضد حقوق ومصالح الأمة العربية والإسلامية".

ولفت إلى أنه كلما تصلب موقف الشعب الفلسطيني وقويت الوحدة الوطنية فأي مبرر لالتحاق السلطة بـ"صفقة القرن" سيتقلص، مشددا على ضرورة أن يكون للسلطة موقفا واضحا من هذه الصفقة.

الموقف العربي

وبشأن الموقف العربي من قرار ترامب، ذكر بشور أن "واقع الدول العربية اليوم بين دول عاجزة وأخرى متواطئة وبعضها متحالفة مع الاحتلال"، مؤكدا أن هذا الواقع ليس مؤهلا لاتخاذ قرارات بهذا الحجم والمستوى.

واعتبر أن البيان الختامي لقمة وزراء الخارجية العرب التي عقدت في القاهرة السبت الماضي، جاء أقل بكثير مما يريده الشعب العربي، ويشكل سقوطا لكل المراهنين على مسار التسوية والدور الأمريكي في تحقيق الأمن في المنطقة.

وشدد على ضرورة أن ينعكس التطور في الموقف الشعبي العربي على المواقف الرسمية، مشيرا إلى وجود أسلحة لدى العرب يستطيعون بها إجبار ترامب على التراجع، كالمقاطعة لأمريكا كون تلك الدول تمتلك النفط وتستطيع تجميد اتفاقيات اقتصادية مع أمريكا، وكذلك تجميد اتفاقيات شراء السلاح.