فلسطين أون لاين

​عقب تصريحات "ليبرمان" و"بينيت" ضدهم

مراقبان: إجراءات إسرائيلية عنصرية وسياسية قادمة بحق فلسطينيي 48

...
الناصرة / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

أثارت التصريحات الصادرة عن قادة الاحتلال الإسرائيلي، بحق فلسطينيي الداخل المحتل، عقب خروجهم بمسيرات مناهضة لإعلان الرئيس الأمريكي حول القدس المحتلة، المخاوف من ترجمة التحريض الكلامي إلى أفعال تصعيدية ضد الفلسطينيين هناك.

وكان وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، دعا، أمس، إلى "فرض مقاطعة اقتصادية على فلسطينيي منطقة وادي عارة، وعدم الشراء والبيع منهم حتى يشعروا بأنهم غير مرغوب بهم في هذا المكان (..) وسيكونون جزءًا من رام الله في التسوية المستقبلية".

كما صعد رئيس كتلة "البيت اليهودي" اليمينية المتطرفة، نفتالي بينيت، بتحريضه ضد فلسطينيو الداخل، وبلهجة حملت في طياتها التحذيرات والتهديد والوعيد.

وعقب إعلان ترامب، الأربعاء الماضي، مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ (إسرائيل)، خرجت مظاهرات احتجاجية في قرى وادي عارة، بلغت ذروتها، الجمعة الماضية، بعدما شارك الآلاف من فلسطينيي الداخل بمظاهرات حاشدة نظمت في ثلاثين بلدة بدعوة من لجنة المتابعة العليا، ضمن أولى الخطوات الاحتجاجية الشعبية الرافضة للإعلان الأمريكي.

ويعتقد المحلل السياسي توفيق محمد، أن هناك تداعيات مباشرة لسلسلة التصريحات التحريضية الصادرة من قيادات الاحتلال ضد فلسطينيين الداخل، يمكن أن تظهر بشكل واضح خلال الفترة القليلة المقبلة، على هيئة إجراءات عنصرية غير مسبوقة ضد الفلسطينيين والعرب عموما.

وقال محمد لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يهدف من وراء دعواته التحريضية والمطالبة بفرض المقاطعة الاقتصادية على سكان البلدات في الداخل إلى الضغط على الفلسطينيين لقطع امتدادهم الفلسطيني أولا ثم العربي والإسلامي، مقابل تفتيتهم بالكيان الإسرائيلي".

وأضاف محمد "كان يعتقد الاحتلال أن رد فعل الشارع سيكون في إطار محدد وعلى مستوى مشاركة شعبية ضعيفة، ولكن جاء العكس وعلى إثر ذلك تعاملت شرطة الاحتلال بقسوة شديدة مع المتظاهرين الغاضبين قبل أن يجد (ليبرمان) الفرصة لإصدار تصريحات تحريضية ليست بالجديدة عليه".

من جهته، أوضح مدير مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم المحتلة، صالح لطفي، أن "الهجوم الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطيني كان متوقعا، فلطالما استغلت (إسرائيل) مظاهرات سلمية كان تخرج في الداخل، لتنفث سمومها خاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تتبنى مواقف متشددة ضد الفلسطينيين".

وذكر لطفي لصحيفة "فلسطين" أن "الدعوات لمقاطعة القرى والبلدات وعزلهم عن محيطهم، تؤشر إلى وجود خطة قائمة على تبادل السكان مع السلطة في رام الله مع احتفاظ دولة الاحتلال بكتل استيطانية في الضفة المحتلة".

وأشار إلى أهمية تشكيل جبهة فلسطينية موحدة من قيادات الداخل المحتل، كي تقف أمام التصريحات العنصرية المتلاحقة، مع توفير الحماية للفلسطينيين خشية من سياسيات عدوانية قد تقدم عليها حكومة بنيامين نتنياهو.

وتوقع لطفي أن تشهد مختلف القرى والبلدات الفلسطينية داخل أراضي الـ48 مظاهرات احتجاجية، ضد السياسات الإسرائيلية والأمريكية التي تستهدف القدس وكذلك احتجاجات واسعة إزاء التصريحات الصادرة من قيادات حكومة الاحتلال.

وعلى إثر تصريحات ليبرمان وبينيت، طالب النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، بمقاضاة وزير جيش الاحتلال، لمطالبته، بمقاطعة وترحيل الفلسطينيين الذين يعيشون في منطقة وادي عارة، شمال فلسطين المحتلة.

وطالب النائب طلب أبو عرار، بعقد اجتماع طارئ لمقاضاة ليبرمان وطرح تقديم دعوى تمثيلية لمقاضاته؛ لتحميله شخصيا العواقب القانونية والمالية من وراء دعوته لمقاطعة أهالي وادي عارة.

كما قال النائب محمد بركة إن: "دعوة ليبرمان لمقاطعة العرب هي لغة استعمارية، فنحن لم نكن ولن نكون جزءً من الخطاب الصهيوني في أي يوم، ولا من أجل رغيفي فلافل يشتريها اليهود في بلداتنا".