تخيل أن تجلس في مكانك المفضل، تستيقظ وقتما تشاء وتذهب للعمل وقتما تريد، وتحصل على المال وأنت في بيتك.. هناك الملايين يتبعون هذه الطريقة بشكل يومي، هؤلاء ليسوا بعاطلين عن العمل، بل إن دخل أحدهم تجاوز الآلاف، فما السر إذًا؟.
في واقعنا العربي أكثر من 25% من الشباب العربي عاطل عن العمل، رغم المبادرات الكثيرة للتخفيف من آثار هذه البطالة إلا أن الجهود باءت بالفشل، وحتى عندما نتحدث فلسطينيا، فإن أكثر من45% من حملة الشهادات عاطلون عن العمل أيضا، واتساع الحكومة لتوفير فرص عمل لا يسد رمق الكثيرين، لمحدودية الفرص والتحديات الاقتصادية المختلفة، ونحن بحاجة إلى حلول إبداعية للخروج من عنق الزجاجة.
خرج "مات باري" بمبادرة "فريلانسر.كوم"، وهو موقع إلكتروني يساعد الكثيرين على العمل الحر، من خلال التعاقد مع شركات لإنجاز مهام بالقطعة، وهناك 30% من الأمريكيين يعتمدون على هذه المواقع كمصدر دخل، وانتشرت هذه الثقافة عربيا بظهور مواقع مثل "خمسات" و"مستقل"، لصعوبة المواقع الأجنبية لأن أغلبها لا يدعم إلا اللغة الانجليزية، وسهلت المواقع العربية الدخول على هذا المجال للكثيرين للانضمام إلى هذه المواقع.
بمجرد امتلاك 3 أشياء وهي: مهارة، وجهاز لابتوب، وإنترنت، يمكن أن تعمل في أي مكان وتسجل بياناتك في هذه المواقع وتدخل بيانات فيزتك الإلكترونية لاستلام الدفعات المالية من عملاء، واحتمالية النصب قليلة لوجود آليات التقييم والمراقبة من إدارة هذه المنصات.
فإن كنت ترغب في الانضمام إلى هذه المواقع احرص على تجهيز ملفك الشخصي باحترافية من خلال استعراض أعمالك السابقة بشكل ملفت، وإن كنت لا تمتلك أي مشاريع سابقة، تعاون مع أصدقائك على إنجاز مهام داخل تلك المنصات، واطلب من أصدقائك تقييم ملفك، حتى تصبح مصدر ثقة عند الآخرين.
رغم سهولة الاستخدام إلا أن التحديات كثيرة، منها المنافسة الهندية على المواقع مثل "اب ورك"، فعندما يعلن أحد عن مهمة تجد الهنود كغثاء السيل يقدمون العروض ويتفننون في تنزيل الأسعار، وينصح الخبراء بدخول تلك المواقع في ساعات متأخرة لاختلاف التوقيت مع الهند، بالإضافة إلى السرعة في الرد بتقديم عرض على أي مهمة معروضة.
ومن أبرز التحديات الأخرى التي يعاني منها رواد العمل الحر السيولة المالية، فهناك بعض المهام تتأخر الدفعات فيها، وفي بعض الأشهر لا يعمل الشخص، فلا بد من التفكير بآليات مناسبة للحفاظ على الاستمرارية، بالادخار مثلا.
هذه المبادرات وغيرها، ساهمت بشكل كبير في إتاحة الفرص للشباب، لاستثمار أوقاتهم والحصول على مصادر دخل، فعلينا أن نعمل على دعمها وتوفير الاستثمار اللازم لها للاستمرار، والخروج بمبادرات أخرى للتغلب على البطالة.