فلسطين أون لاين

​"بتحداك بمعلومة فلسطينية" تعريفٌ مُبسط للفلسطينيين بقضيتهم

...
رام الله / غزة - فاطمة أبو حية

مقطع فيديو تحمل فيه صحفية صورة للشهيد خليل الوزير (أبي جهاد)، تتجول في الشارع لتسأل الفلسطينيين عن صاحب الصورة، قلّة قليلة فقط عرفت الإجابة.

الشاب "أحمد نبهان" من مدينة رام الله كان واحدًا ممن شاهدوا الفيديو، لكنه لم يكتفِ بالاستياء من عدم معرفة الناس شخصية فلسطينية مثل "أبي جهاد"، فتحرك على الفور بما يملكه من إمكانات، هذه الإمكانات كان أساسها موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، فأنشأ فيه صفحة أطلق عليها اسم "بتحداك بمعلومة فلسطينية"، وكان ذلك قبل سنة من الآن، وتحديدًا في التاسع عشر من نوفمبر من العام الماضي.

بعد التحقق

"الجهل بالثقافة الوطنية، وأن الفصائل الفلسطينية لم تعد تهتم بتثقيف كوادرها ومناصريها" هذا هو السبب الذي دفع نبهان إلى إنشاء صفحته في (فيس بوك)، حسبما يقول.

ويضيف لـ"فلسطين": "رسالتنا واضحة، هي تذكير الناس بتاريخنا، وتعزيز ثقافتنا الوطنية".

بدأ نبهان تنفيذه فكرته بمفرده، وساعده على ذلك عدد من أصدقائه، وحاليًّا توسع فريق الصفحة، ووصل عدد أعضائه إلى 20، وأغلبهم طلبة جامعيون.

وعن محتوى الصفحة يقول: "ننشر فيها أي شيء يتعلق بالقضية الفلسطينية، سياسي، أو اجتماعي، أو اقتصادي، أو فني، أو رياضي، وكذلك نتحدث عن الآثار والمدن والقرى والمخيمات، وعن الأحداث التي نمر بها، ونتطرق إلى أي مناسبة في وقتها، مثل ذكرى أيلول الأسود ومجزرة صبرا وشاتيلا ووفاة شخصيات فلسطينية، ولاشك أننا لا نغفل الحديث عن الأسرى والشهداء".

ويبيّن أن دقة المعلومة أمر مهم جدًّا، فأي معلومة يشكّ في صحتها يمتنع عن نشرها على صفحته، لافتًا إلى أن التحقق من المعلومات يكون بالرجوع إلى الكتب والأبحاث، والاستعانة ببعض المتخصصين.

وتعتمد الصفحة بدرجة كبيرة على مقاطع الفيديو القصيرة في إيصال المعلومات إلى الناس، إضافة إلى الصور والمنشورات المكتوبة.

ويشير نبهان إلى أن فريق الصفحة يفكر حاليًّا بإنتاج حلقات تصل مدة الواحدة منها إلى عشر دقائق، يتحدث في كل منها مختص عن موضوع معين يتعلق بفلسطين، وقريبًا سيتوسع نشاط الفريق لينشر المعلومات أيضًا عبر (سناب شات).

ويلفت إلى أن الصفحة تعتمد على مشاركات الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم، من فلسطين وخارجها.

وفيما يتعلق بالتسمية يبين أنه أطلق الصفحة في وقت انتشار فكرة التحدي بين مستخدمي (فيس بوك)، كالتحدي في جمع المال للمحتاجين، وتحديات أخرى لا قيمة لها، فخرج بتحدي المعلومات، ولكنه لم يكن تحديًا بالفعل، إذ ارتأى أن نجاح الفكرة يلزمه اتفاق ضمني مع صديقه ليرد عليه، وكانت الفكرة أن ينشر هو فيديو فيه معلومات عن فلسطين، ويتحدى صديقه بنشر فيديو مشابه.

بعد سنة من إنشاء الصفحة يقول نبهان: "إن تأثيرها مقبول بوجه عام، وهو أفضل ما يكون فيما يتعلق بالمعلومات غير المعروفة كثيرًا، فهذه يكون التفاعل معها كبيرًا".

ويضيف: "أن يتحدث الشخص عبر مقطع فيديو بمعلومات عن القضية فكرة ليست منتشرة عندنا، وبعض يخشى فعل ذلك، خاصة في الضفة الغربية".

ويتابع: "خلال هذه السنة عرّفتني الحملة إلى كثير من خيرة شباب فلسطين وإلى مناصرين للقضية الفلسطينية، وهؤلاء يكون التواصل معهم ومناقشتهم في المعلومات عبر (فيس بوك)".