فلسطين أون لاين

​تعويد الطفل أداء العبادات باللين لا الإجبار

...
غزة - نسمة حمتو

يسعى الكثير من الأهالي إلى تعليم أبنائهم العبادات، وتعويدهم الالتزام بها، منذ نعومة أظفارهم، فيتعلقون بالمساجد، ويلتزمون بالصلاة فيها، وفيها أيضًا يحفظون القرآن ويتعلمون أحكام تلاوته، ويختلف سلوك الأهل في طريقة تعويد أبنائهم أداء العبادات، منهم من يعتمد أسلوب الشدة مع الطفل وإجباره على أداء العبادة، ومنهم من يتبع نهج التعامل الليّن والسلس، فأي الأسلوبين أفضل؟، وهل الإجبار يحقق النتائج المرغوبة؟، أم يأتي بنتائج عكسية؟

بالتحفيز

قال الداعية عمر نوفل لـ"فلسطين": "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، والأبوان هما من يملأان الإناء بما يناسبه".

وأضاف: "من طبيعة الطفل أنه دائمًا يسعى إلى الراحة والمتعة واللعب والتمجيد والحصول على الجوائز، لذلك يمكن الاستفادة من هذا الجانب في تحفيزه على الالتحاق بمجالس العلم والصلاة وحفظ القرآن، فإذا شجّعه الأبوان بالاستعانة ببعض المحفزات يكونان قد قطعا جزءًا كبيرًا من طريق تعليمه".

وتابع قوله: "وللشيخ الذي يعلم الطفل دور مهم، يجب أن يكون ليّنًا معه، وأن يستخدم طرقًا مختلفة وجديدة في تشجيعه، كتقديم الهدايا له، ومكافأته بالجوائز، أما إن كانت الشدة أساس تعامله فلن يلتزم الطفل بالعبادات".

ولفت نوفل إلى أن المعاملة الجيدة لا تعني تعليم الطفل حب النفس والغرور والعظمة.

وذكر أن التكنولوجيا التي لم يعد يخلو منها منزل يمكن استثمارها بطريقة سليمة وواعية وذكية لتعليم الطفل العبادات، مثل استخدام برامج تساعد على حفظ القرآن الكريم.

وبين أنه ينبغي ربط الطفل بالمجتمع الذي يعيش فيه، ذلك المجتمع الطيب السليم الذي يشجع الطفل على روح التنافس، لا المجتمع الذي ينحرف فيه، مشيرًا إلى أن اختيار الصديق المناسب أمر ضروري للتشجيع على العبادات.

وقال نوفل: "لو أجبر الأهل الطفل على العبادات فستكون النتيجة معاكسة تمامًا لما هو مطلوب"، مضيفًا: "في بعض الحالات تكون الشدة مطلوبة، ويكون استخدامها لمصلحة الطفل، ولكن إذا استخدم الأبوان هذا الخيار فعليهما أن يستخدما في المقابل أسلوب المكافأة، فيكافئوا الابن على تصرفاته الجيدة، كي يعرف أن أهله لا يعاملونه بأسلوب تعسفي".