فلسطين أون لاين

​للحُفَّاظ.. المراجعة وترك المعاصي من أسرار التثبيت

...
غزة - نسمة حمتو

يحدث أن يُتم المسلم حفظ القرآن الكريم بعد جهد طويل، ولكن بسبب انشغاله في بعض الأعمال، والتوقف عن قراءة القرآن بشكل يومي، ينسى ما حفظه من آيات، وفي أحيان أخرى قد يختلط ما حفظه لا سيما في كثير من السور المتشابهة، فما هي أسباب نسيان الحافظ لكتاب الله لما حفظ مسبقا؟ وكيف له أن يتمسك بحفظه؟

ورد يومي

الداعية عمر نوفل قال إن "القرآن الكريم سهل ومعجز، والكثير من المواضع فيه، فيها شيء من التكرار، ما يجعل الإنسان يتداخل عليه الحفظ".

وأضاف لـ"فلسطين": "على الحافظ أن يخصص لنفسه وردا يوميا للقراءة، ومن خلاله يستطيع تثبيت ما حفظه، فعلى سبيل المثال لو قرأ في اليوم جزأين، أو أربعة أجزاء، أو خمسة، فإنه يتمكن من ختم القرآن في فترة بسيطة، وهذا يساعده على تثبيت الحفظ".

وذكّر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ"، مفسرا إياه: "هذا الحديث يعني أنه على الرغم من قوة العير وربطها بشكل قوي إلا أنها تفلت، وهكذا القرآن مهما داومت على حفظه، وبعد ذلك تركته، فستنساه".

وقال: "عندما يصلي المسلم، فليقرأ مما يحفظ، لأن التكرار يساعده على تثبيت حفظه، وأن يأتي بسور مرتبة ومنظمة، فاستمراره على هذا النحو يجعله حريصا على عدم النسيان أثناء الصلاة والتركيز في الكلمات".

وأضاف أن ربط القرآن بتعلم أحكام التلاوة والتجويد، مفيد لتثبيت الحفظ، ومن ذلك الحصول على السند بعد دورات التجويد المبتدئة والمتوسطة والعليا، ومن ثم الوصول لمرحلة التشابك، وهي الآيات المتكررة والمتشابهة في القرآن وحفظها.

وأوضح نوفل: "الآن نرى تطورا في الحفظ، فبعض الشباب يحفظون رقم الآية والصفحة وهذا يساعد على الحفظ بشكل أكبر".

ونصح بتخصيص أوقات للحفظ وللمراجعة، كأن يكون الحفظ في الفترة الممتدة من الفجر وحتى الشروق، وتكون المراجعة بين صلاتي المغرب والعشاء.

ولفت إلى أهمية وجود أستاذ متابع للحافظ، فهذا يساعد بشكل كبير على الحفظ لأن القرآن لا يُتعلم إلا بالتلقين.

وبيّن نوفل أن من المعينات على حفظ القرآن الكريم عمل الطاعات والابتعاد عن المعاصي، ففعل المعاصي يُنسي الإنسان القرآن الكريم، مستشهدا بقول الإمام الشافعي: "شكوت إلى وكيع سوء حفظي، فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني أن العلم نور، ونور الله لا يُهدي لعاصي".

ولفت إلى أن الرياء في حفظ القرآن من أسباب نسيانه، فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، إذ بعض الناس يحفظون القرآن من أجل السمعة الحسنة، وهؤلاء قال عنهم الرسول "يخرج قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم".

وبحسب نوفل، فإن الحفظ السريع للقرآن، يقابله نسيان سريع، لذا يجب أن يتم الحفظ بصورة متأنية، ثم تليه مرحلة التثبيت، ولا بد أن يكون العمل خالصًا لله تعالى.