فلسطين أون لاين

​دفاع الطفل عن نفسه مرهونٌ بأسلوب التربية

...
غزة - هدى الدلو

كثيرًا ما يعود الطفل إلى أبويه باكيًا بسبب ضربه من طفل في ذات عمره وقد يكون أصغر منه، فيستشيط الأهل غضبًا لعدم قدرة الابن على الدفاع عن نفسه.. دفاع الطفل عن نفسه أمر مهم لحمايته ممن حوله سواء كان الاعتداء عليه بالضرب، أو الشتم، أو الإهانة، فكيف يمكن للأهل تعليم طفلهم الدفاع عن نفسه؟ هل ذلك له علاقة بأساليب التربية؟ هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

ضرورة

قالت الأخصائية النفسية نرمين سبيتان: "تعلم الطفل الدفاع عن نفسه أمر ضروري لا بد منه، حتى لا تلحق به صفة الجُبن، فينعته بها أصدقاؤه ومن حوله، وبالتالي تصبح شخصية ضعيفة وخائفة وانطوائية".

وأضافت لـ"فلسطين" أن تعرض الطفل لتربية قاسية من قبل والديه تجعله لا يجرؤ على الإقدام على الدفاع عن نفسه، فتنمو فيه صفة ضعف الثقة بالنفس، وقد يكون امتناعه عن الدفاع عن النفس ناتجا عن الخوف المزروع فيه، بسبب تعرضه للإرهاب من الكبار.

وتابعت: "في حال لاحظ الأهل عودة ابنهم من المدرسة أو الشارع باكيًا، يجب عليهم معرفة السبب، ليتمكنوا من علاج المشكلة قبل تفاقمها، ولا بد من اتخاذ خطوات عملية لتعليمه كيفية الدفاع عن نفسه".

وأشارت إلى أن أولى هذه الخطوات هي تعزيز ثقة الطفل بنفسه، من خلال الاستماع له ومراقبة حركاته ونظراته، وإشعاره بالطمأنينة والراحة ليبوح بكل ما بداخله، وليكون صريحًا وجريئًا في الحديث عما تعرض له.

ونوهت سبيتان إلى ضرورة الابتعاد عن الدلال المفرط، حتى لا يعتمد الطفل على والديه، مع عدم توبيخه أو ضربه إذا اعتدى عليه الآخرون.

ونبّهت الأهالي: "ولا تستردوا لابنكم حقه، حتى لا يعتمد عليكم في جلب حقوقه والدفاع عن نفسه، كما يجب الابتعاد في بعض الأحيان عن تعليمه بأن يرد على الاعتداء بالمثل، لأن ما يفعله مع الآخرين سيطبّقه على إخوته، وقد يتمادى في ذلك".

وبينت سبيتان أنه في بعض الحالات لا يرغب الطفل بالحديث عن تعرضه للاعتداء، وهنا يجب على الأهل الحذر حين مخاطبته، لأن الضغط عليه للحديث قد يزيد من حدة توتره وإحساسه بالحرج والخجل.

وأكدت على ضرورة الحرص على عدم إشعار الطفل بأنه ضحية، لما يترتب على ذلك من آثار نفسية صعبة، والحرص على عدم فرض حماية دائمة أو وصاية بل يجب تركه لتدبير أموره بنفسه وكسب الثقة في قدرته بالدفاع عن نفسه وحل مشاكله، وذلك تحت مراقبة الأهل لما يحدث معه، لافتة إلى أهمية التركيز على الايحاءات الإيجابية في التعامل مع الطفل، إلى جانب التعزيز المادي والمعنوي.

وأوضحت أنه في بعض الحالات يجب أن يطلب الأهل المساعدة من أخصائي نفسي، ليدعم الطفل ويزيد ثقته بنفسه.

وأشارت سبيتان إلى أن الطفل قد يلجأ إلى ضرب إخوته والاعتداء عليهم لإثبات شخصيته أمام أهله، ولتعويض جوانب النقص التي يشعر بها، لذلك يجب على الأهل الاهتمام بجميع الجوانب والعمل على إشباعها، من عطف وحب وتعزيز الثقة بالنفس، وعدم التعامل مع الطفل بقسوة وعنف، وترديد كلمات إيجابية له وعنه، وعدم النبذ أو الاستهزاء به أمام أقرانه، ومنحه الحرية في التعبير عن رأيه ومشاعره.