فلسطين أون لاين

عشية انعقاد لقاء القاهرة

آمال كبيرة يعلقها الغزيون على الفصائل في إنجاح المصالحة

...
غزة - أدهم الشريف

لم يكن المواطنون في قطاع غزة الذي يزيد تعداد سكانه على مليوني نسمة، آملين بتطبيق اتفاق المصالحة، أكثر من هذا الوقت، لا سيما مع اقتراب موعد لقاء الفصائل في العاصمة المصرية القاهرة المقرر في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

ويترقب الغزِّيون بشغف شديد ما ستسفر عن لقاءات الفصائل هذا الأسبوع، بعد ما يزيد على شهر ونصف من توقيع اتفاق جديد بين حركتي فتح وحماس برعاية المخابرات العامة المصرية.

وكانت الفصائل وقعت في أيار (مايو) لعام 2011، اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني.

وكل ما يهم المواطن وائل السنداوي من اللقاء المرتقب هذه المرة، عدم العودة عما اتفقت عليه الفصائل، وتغليب المصلحة العامة على كل شيء.

ويعمل السنداوي البالغ من العمر (43 عامًا) عاملاً في محل لبيع الملابس المستعملة في مدينة غزة، ويشكو قلة إقبال المواطنين على الشراء حتى إن كانت الأسعار زهيدة ومناسبة للجميع.

يقول لـ"فلسطين": "لو كانت ظروف المواطنين الاقتصادية مناسبة، لجاؤوا واشتروا ما يحتاجون".

لكنه يجلس أحيانًا أمام محله الكائن في أروقة سوق فراس، وسط مدينة غزة، لساعات دون أن يقبل زبونًا واحدًا للشراء، كما يقول.

ويأمل أن يساهم اتفاق المصالحة في تغير الوضع الاقتصادي بغزة بعد سنوات طويلة من الحصار وتكرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتدمير جيش الاحتلال للبنية التحتية.

وفُرضت على غزة في أعقاب ذلك كله، سلسلة إجراءات عقابية من قبل الرئيس محمود عباس، سببت تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية، حسب مراقبون.

وكان السنداوي، يأمل أن يكون حاله أفضل مما هو عليه، إذ كان طالبًا جامعيًا يدرس التكنولوجيا في جامعة القدس المفتوحة، وحصل على منحة دراسية في كلية العلوم التربوية بمدينة رام الله، لكن بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وظروفه الاجتماعية، لم يكمل دراسته ولم يلتحق بالمنحة الدراسية.

ويعمل السنداوي، منذ وقت طويل في ذلك السوق الذي يعج بمختلف المحال التجارية، لكن الحركة الشرائية ضعيفة، كما يقول، وغيره من البائعين في ذات السوق.

وأضاف: "ما آمله من الفصائل، التساهل في التعامل في ما بينها (..) إذا ارتقت ضمائر الفصائل حتمًا سيصلون إلى حل".

كذلك، يبدو المواطن عبد الرؤوف الزميلي الذي يدير محلاً لبيع الستائر، متفائلاً باللقاء المرتقب، رغم ضبابية المشهد السياسي في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة في 12 تشرين الثاني (أكتوبر)، بين وفدي حماس وفتح في القاهرة.

وقال الزميلي لـ"فلسطين": "تأثرت بالانقسام نفسيًا واقتصاديًا ومعنويًا (..) لم أجد الاستقرار في عملي طوال السنوات العشر الماضية. كنت أشعر بالإحباط دومًا فلم أرَ أي أفق في المستقبل".

وأضاف: "الانقسام، كان دمارًا على المواطن".

وللمواطن الزميلي، ابنة متزوجة في الخارج لم يرَها منذ سنوات بسبب ظروف إغلاق معبر رفح.

لكنه أمام كل هذا، لا يفقد الأمل بتغيير الحال في القطاع الساحلي، وتحسين أوضاع المواطنين.

كما يأمل بضرورة العمل لإيجاد فرص عمل للخريجين، إذ لديه 3 بنات وابن تخرجوا من تخصصات مختلفة بغزة منذ سنوات ولم يجدوا فرصة عمل.

يضيف: "الكل تأثر بالانقسام، وخاصة أجيال الخريجين. على الفصائل أن تعود متفقة، وما سوى ذلك مرفوض".

وهذا ما يريده الشاب لؤي فورة، الذي يؤكد لـ"فلسطين"، أن الانقسام سبب تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية ومختلف المجالات.

وقال: ليس مقبولاً أن تبقى أوضاع القضية الفلسطينية تراوح مكانها، فالمطلوب استغلال الفرصة هذه المرة، وعدم إضاعتها.

وطالب الراعي المصري لحوار المصالحة، بمواصلة جهوده ودوره في الزام الوفود الفلسطينية بتطبيق ما جاء في بنود الاتفاقات الموقعة.

ومن المقرر أن تناقش الفصائل بما فيها حماس وفتح؛ ملفات هامة تتعلق بمنظمة التحرير، والبرنامج السياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والانتخابات، والمصالحة المجتمعية، وملف الحريات.