قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقتها تأتي فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من عامين، شنّ حرب إبادة وتجويع وتدمير غير مسبوقة على قطاع غزة، بالتوازي مع جرائم ممنهجة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومخططات لضمّ الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى.
وأكدت الحركة، في بيان يوم الأحد، أن الشعب الفلسطيني واجه هذا العدوان "ملتحماً مع مقاومته" بإرادة صلبة وصمود أسطوري، وقدّم ملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث، مشيدة بصمود الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس وأراضي عام 1948، وفي مخيمات اللجوء والشتات.
وترحّمت حماس على أرواح قادتها المؤسسين، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين، وعلى قادة “طوفان الأقصى” الشهداء إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري ومحمد الضيف، إلى جانب قوافل شهداء الشعب الفلسطيني والأمة، متمنية الشفاء للجرحى والحرية القريبة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
وشددت الحركة على أن "طوفان الأقصى" شكّل محطة مفصلية في مسيرة النضال الفلسطيني، وسيبقى علامة فارقة لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله، معتبرة أن "إسرائيل" فشلت، رغم آلة الحرب والدعم الأميركي، في تحقيق أهدافها، ولم تحصد سوى استهداف المدنيين وتدمير الحياة الإنسانية.
وفي ما يتعلق بوقف إطلاق النار، أكدت حماس التزامها الكامل ببنوده، متهمة الاحتلال بمواصلة خرق الاتفاق بشكل يومي، ومطالبة الوسطاء والإدارة الأميركية بإلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقاته، ووقف الاعتداءات، وفتح المعابر، ولا سيما معبر رفح، وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية.
وجدّدت الحركة رفضها أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على قطاع غزة أو أي جزء من الأراضي الفلسطينية، محذّرة من محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفق مخططات الاحتلال، ومؤكدة أن الشعب الفلسطيني وحده يملك حق تقرير مصيره، والدفاع عن نفسه، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوباً ومؤسسات، إلى تحرّك عاجل لوقف العدوان، وفتح المعابر، وتنفيذ خطط الإغاثة والإيواء والإعمار، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة والتجويع، التي وصفتها بأنها جرائم موصوفة لن تسقط بالتقادم.
كما طالبت محكمتي العدل الدولية والجنايات الدولية بمواصلة ملاحقة قادة الاحتلال ومنع إفلاتهم من العقاب، مؤكدة أن القدس والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما.
وفي ملف الأسرى، قالت الحركة إن ما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون يمثل سياسة انتقامية ممنهجة، مؤكدة أن قضية تحريرهم ستظل في صدارة أولوياتها الوطنية، ومستنكرة الصمت الدولي تجاه معاناتهم.
وختمت حماس بيانها بالتأكيد على مشروعية حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة أشكالها، داعية إلى تحقيق الوحدة الوطنية وبناء استراتيجية نضالية موحدة، كما ثمّنت دعم قوى المقاومة وأحرار العالم، والحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع فلسطين، داعية إلى تصعيده حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال.

