فلسطين أون لاين

​زلزال مدمر في فلسطين وارد وقوعه مستقبلًا

الدبيك: هي الأكثر عرضةً للخسائر ومن المرجح حدوث إرباك في إدارة الكوارث

...
جلال الدبيك (أرشيف)
غزة - نور الدين صالح

أفاد مدير نائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث د. جلال الدبيك أن حدوث زلزال مُدمر في الأراضي الفلسطينية "أمر وارد"، دون أن يتنبأ بموعدٍ محدد.

وذكر الدبيك خلال حديث إلى صحيفة "فلسطين" أن الدراسات العلمية تُشير إلى إمكانية أن يضرب المنطقة زلزال مستقبلًا، لكنها لا تستطيع تحديد ساعة ولحظة وقوعه.

وبيّن أن هذه الدراسات تستطيع معرفة قوة الزلزال الذي يحتمل أن يضرب المنطقة وما حولها، متوقعًا أن يكون في منطقة العقبة ووادي عربة، والبحر الميت جنوبه وشماله، وغور الأردن، وبيسان، وبعض المناطق الأخرى المحاذية لها.

وفيما يتعلق بالخسائر التي قد يلحقها الزلزال بالمنطقة ذكر أن الكثافة السكانية، ونوعية البناء الموجود بها، وموقعها الجغرافي تحدد حجم الخسائر والأضرار التي يسببها الزلزال.

وكانت تقديرات قد أكدت أخيرًا احتمالات وقوع هزة أرضية مدمرة بالبلاد في أي لحظة، وذكرت أنه قد يتسبب بمصرع وإصابة مئات الآلاف، وأضرار لمئات آلاف المباني، وفي الوقت نفسه تشير التقارير إلى عدم الجاهزية، خاصة على مستوى تقوية المباني التي شيدت قبل عام 1980م.

وأكد د. الدبيك عدم جاهزية فلسطين لاستقبال أي زلزال في هذه المرحلة، لعدم امتلاكها القدرات والإمكانات اللازمة للتقليل من حدة المخاطر، وحجم الخسائر الناجمة عن الزلازل.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى المزيد من الجهود في إطار القوانين والتشريعات، وبناء القدرات وعملية التخطيط"، مشيرًا إلى أن الأراضي الفلسطينية فيها أقدم المدن التاريخية، ما يجعلها عرضة للضرر والخسائر أكثر من غيرها.

وبحسب ما أفاد الدبيك إن فلسطين هي "الحلقة الأضعف"، لعدم استقلالها، وتأثير الاحتلال على مجمل حياتها، ما قد يؤدي إلى إرباكٍ أكبر في إدارة عملية الكوارث والاستجابة لها.

وتابع: "نحن لا نمتلك حدودًا ولا سيادة على الأرض، إضافة إلى عدم وجود جيشٍ يمتلك المُعدات مثل الطائرات وغيرها، التي تساهم عادة في الحد بدرجة كبيرة من الخسائر، إضافة إلى تأخر وصول المساعدات الخارجية نسبيًّا، بسبب عدم وجود مطارات وبنى تحتية مؤهلة".

واستدرك الدبيك: "على نقاط الضعف التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني نتيجة عوامل داخلية وخارجية، والأحداث التي حصلت في غزة والضفة؛ أظهر أن لديه قوى كامنة وإمكانات للعمل والتطوع، ما يتيح فرصة استثمارها استثمارًا مناسبًا يسهم في مواجهة أخطار الكوارث".

وكان خبير إسرائيلي في علم الزلازل قد صرّح أن مسألة حدوث زلزالٍ كبير في فلسطين ما هي إلا مسألة وقت، في حين حذر مسؤول آخر من أن الزلزال القادم سيؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، ودمار كبير في المباني.

وقال مدير لجنة التوجيه بمجلس الوزراء الإسرائيلي أمير ياهاف لوسائل إعلام إسرائيلية: "إن الزلزال القادم سيؤدي إلى مقتل 7 آلاف شخص، وإصابة نحو 370 ألفًا آخرين، وسيؤدي أيضًا إلى تدمير نحو 28 ألف منزل ومبنى تدميرًا كاملًا، وتضرر 290 منزلًا ومبنى ضررًا جزئيًّا، وعلى وجه الخصوص المباني التي أنشئت قبل عام 1980م، ما سيجعل 170 ألف شخص بلا مأوى".

وأكد ياهاف أن الكيان العبري ليس على استعداد كامل إلى هذا الزلزال المدمر الذي سيضرب أركانه قريبًا، قائلًا: "المعلومات الإسرائيلية والعالمية جميعها تشير إلى أن هذا الزلزال لم يحدد موعده، ولكنه سيقع قريبًا بحسب الدراسات والتوقعات"، مشيرًا إلى أن السكان جميعًا في خطر حقيقي.

وذكر أن الهزة الأرضية التي ستقع في فلسطين سيرافقها موجات (تسونامي) عنيفة، متابعًا: "إننا لا نستطيع منع تلك الهزة الأرضية، ولكن نحن نحاول تخفيف الأضرار الناجمة عنها بتقوية المباني، وتوعية الشعب الخطة المتفق عليها حال وقوع الزلزال".

وضرب فلسطين عبر التاريخ عدد من الزلازل المدمرة، وخلال السنوات الماضية تركز النشاط الزلزالي في منطقة الجنوب والبحر الميت وأم الرشراش (إيلات).

وفي عام 1995م حدثت هزة أرضية بقوة 7.2 درجة كان مركزها في البحر الأحمر جنوب مدينة أم الرشراش (إيلات)، وتسببت بحدوث تشققات في الطرقات وألحقت أضرارًا بالمباني.

ويعد الزلزال الذي ضرب فلسطين في عام 1927م من أكبر الزلازل التي عرفتها المنطقة، ففي 11 تموز من ذلك العام ضرب المنطقة زلزالًا بقوة 6.2 كان مركزه شمال البحر الميت، لتهتز الأرض في أريحا والقدس والرملة وطبريا ونابلس والمناطق الأردنية المقابلة، ما تسبب في حينه بمقتل نحو 300 شخص، وجرح أكثر من 400 آخرين، إضافة إلى انهيار مئات المباني.