دعا رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار المواطنين إلى التظاهر في 21 نوفمبر الجاري بالتزامن مع انعقاد جلسات الحوار في القاهرة، من أجل الضغط على المجتمعين.
وقال السنوار، خلال لقاء حواري نظمته مركز مسارات لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، إنه سيتظاهر في الشارع إن لم يكن ضمن وفد حركته إلى المباحثات الفصائلية.
وطالب قائد حماس في غزة النخب والنقابات والاتحادات الطلابية والنسوية وكل فئات الشعب بالنزول إلى الشوارع والساحات العامة للضغط على الفصائل في ذلك اليوم.
وأضاف "لا تسمحوا لنا- حماس أو فتح وباقي الفصائل- أو لأي أحد كان أن نتراجع عن المصالحة؛ وإن استمر الانقسام الذي لا يستفيد منه إلاّ الاحتلال فإنه دمار لمشروعنا الوطني".
وشدد على ضرورة طي صفحة الانقسام؛ "لأنها شكلت صفحة سوداء في تاريخ شعبنا، وبات تحقيق المصالحة فريضة وطنية وشرعية".
وحذّر السنوار من ضياع الفرصة الحالية لإنهاء الانقسام، مضيفًا "إن لم نستطع حشد جهودنا لطي صفحة الانقسام؛ فإن شعبنا بعد عام سيعضّ أصابع الندم على ضياع هذه الفرصة التاريخية".
ولفت إلى أن المشروع الوطني في خطر بسبب وجود إرادة عند قوى كبرى ومؤثرة لإنهاء القضية وتصفيتها.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يملك من القدرات والإمكانات ما يستطيع أن يفرض به أجندته على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
وقال: "ولن يستطيع حينها كل الساسة في العالم إعادة الهدوء إلى المنطقة".
وجدد السنوار تأكيده مضي حركته في تذليل الصعاب لإنجاح المصالحة، وتحقيق الشراكة التي من شأنها أن تكون رافعة لمشروع التحرير والعودة وتشكيل المجلس الوطني وإعادة تفعيل المنظمة كمظلة جامعة للكل الوطني.
وأكد أن المصالحة "ليست شأنًا فتحاويًا أو حمساويًا أو فصائليًا"، مضيفًا "وإن بقيت كذلك فإنها لن تنجح، ويجب أن تصبح قضية كل مواطن ومواطنة بغزة والقدس والضفة والشتات".
تلاقي المصالح
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، خلال كلمته في اللقاء الحواري، أن حركة فتح ذهبت إلى المصالحة بقرار داخلي لا رجعة عنه، مشددًا على أنها "ستبذل كل الجهود لإنجاحها".
وذكر اشتية أن "مضي المصالحة لخدمة مصلحة شعبنا تصادف مع مصالح الإقليم، لذلك أصبحت لنا أقرب" مضيفًا "ويجب أن تكون قراءتنا للإقليم صحيحة كي لا ترتد علينا وعلى المصالحة".
ولفت إلى أن اتفاق القاهرة الأخير مع حركة حماس بُني على جدول زمني، الأول معبر رفح، والثاني لقاء الفصائل المرتقب في مصر.
وأضاف "إن تأخر فتح المعبر يوم أو يومين لا تقلقوا؛ المهم أن نرفع المعاناة عن شعبنا وأن نبقى متمسكين بالمصالحة، فحن نريد مصالحة شاملة كاملة تعالج جميع القضايا".
وشدد على أن "حركة حماس لم تأت إلى المصالحة منكسرة؛ بل إن قوتها قوة لحركة فتح".
وأوضح اشتية أن "المصالحة مصلحة فلسطينية عليا يجب أن ندخلها مجتمعين دون الخروج منها من أي مخرج مهما كان"، مؤكداً أن حركته لا تبحث عن تقاسم وظيفي مع حماس؛ بل شراكة مع الجميع.
وبيّن أن المطلوب من اجتماع القاهرة أن يكون هناك برنامج سياسي متفق عليه متمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة بحدود 67 وعودة اللاجئين وتحرير القدس.
وأضاف "بوثيقة حماس السياسية نحن متقاربين جدا بالموقف السياسي معها وكذلك بقية الفصائل، ومنظور الشراكة يجب أن يكون بعمود واحد فقط وهو منظمة التحرير".
وتابع حديثه "لا يمكن أن تكون المصالحة سكة حديد لقرار تسوية وتطبيع العلاقة بين العرب وإسرائيل على حساب قضيتنا".
وذكر أن الرئيس محمود عباس خلال زيارته للكويت والسعودية أطلعهم على تطورات المصالحة الفلسطينية، وأكدوا دعمهم للمصالحة.