فلسطين أون لاين

​تحليل: تصريحات ملادينوف تكشف ازدواجية معايير المؤسسات الدولية تجاه الفلسطينيين

...
نيكولاي ميلادينوف (الأناضول)
غزة - أحمد المصري

شدد محللان سياسيان على اتباع المؤسسات الدولية، ومن يمثل مواقعها غالبًا من مسؤولين، ازدواجية معايير واضحة تجاه الفلسطينيين وأذرع مقاومتهم، وأنها ترى "بعين واحدة" بشكل معتاد ما يصب في مصلحة دولة الاحتلال وسياساته.

وأكد المحللان لصحيفة "فلسطين" أحقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه، ومقاومة الاحتلال، والتي يعد رفضها تناقضا لمبادئ ودساتير المؤسسات الدولية ذاتها والتي كفلت هذا الحق الأصيل دون أي مواربة على مدار الأزمنة الماضية.

وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف" حذر أول من أمس من أن البيانات التي وصفها بـ"المتهورة" للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد تتسبب في تصعيد خطير.

وقال ملادينوف في تغريدة نشرها على "تويتر" إن "التصرفات والبيانات المتهورة للمسلحين في غزة قد تتسبب في تصعيد خطير"، مضيفا "لقد شرع الفلسطينيون في مسار لحل الأزمة الإنسانية في القطاع ولإعادة السلطات الشرعية وعليهم ألّا يلتفتوا للمتطرفين"، وفق تعبيره.

ونبه المحلل السياسي أسعد أبو شرخ، إلى أن تصريحات "ملادينوف" ليست غريبة أو جديدة على سلك المؤسسات الدولية، إذ إن الأخيرة غالبا ما وقفت، بمن يمثل مواقعها الرسمية من شخصيات، إلى جانب الاحتلال، وغضت الطرف عما يقترف من جرائم بحق الفلسطينيين.

وأكد أن الأمم المتحدة كمؤسسة دولية، تسيطر عليها واشنطن، والدول الغربية، وهم معنيون بتعيين أشخاص ضمن المراكز الكبرى، لا يخرجون عن نسق مصالحهم، وسياساتهم، والسير باتجاه دعم (إسرائيل) وإدانة وتجريم مقاومة الفلسطينيين.

ولفت أبو شرخ، إلى أن ممثلي مؤسسات الأمم المتحدة لا يتحدثون مطلقا عن جرائم الاحتلال، وتغوله على الأرض والإنسان الفلسطيني ومقدساته، ولا يطرقون بابا للتأكيد على حق العودة، وضرورة وقف الاحتلال الاستيطان وإلا سيتم تطبيق الفصل السابع من نظام المؤسسة بحقها.

ورأى أن الأمم المتحدة بمسؤوليها تصم آذانها عن أحقية مقاومة الاحتلال المقرة من دستورها وميثاقها وقراراتها مع المؤسسات الدولية الأخرى، فيما تتعامل بازدواجية معايير واضحة تجاه الفلسطينيين وقضيتهم.

ورجح أبو شرخ أن يكون وراء تصريحات "ملادينوف" محاولة ابتزاز للمقاومة، داعيا لضرورة خروج منظمة التحرير عن صمتها تجاه ما صرح به، وإجحافه للشعب الفلسطيني ومقاومته وحقوقه الشرعية.

واتفق المحلل السياسي د.محمود العجرمي مع سابقه أبو شرخ، حيث رأى أنه ثبت بالدليل القاطع وعلى أكثر من مسؤول في المؤسسات الدولية، انحيازه الكامل للاحتلال، والعمل ضمن سياسة ازدواجية المعايير مع الفلسطينيين ومقاومتهم.

وقال العجرمي، إن المؤسسات الدولية تكمل دورها بمن يقوم عليها من أشخاص أو مسؤولين في دعم الاحتلال، واستمرار بقائه على أرض فلسطين، مشيرا إلى أن تصريحات ملادينوف الأخيرة محاولة لـ"تجريم" المقاومة ووضعها ضمن سياقات "التطرف والتهور، في مقابل رسم صورة لدولة الاحتلال بأنها تدافع عن نفسها".

وتساءل: "هل تحرك ملادينوف ومن سبقه في المؤسسة الأممية مع ثلاث حروب طاحنة شنت على قطاع غزة، وهل تحرك لإنفاذ القرارات التي اتخذت في مؤسسته سابقا بشأن حق العودة وتقرير المصير وغيرها".

وتابع العجرمي: "ملادينوف يرى بعين واحدة، ويتجاوز القوانين الدولية التي يمثلها، ويغض طرفه عن جريمة الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع"، لافتا إلى أن الواجب كان يملي عليه أن يدين جريمة استهداف النفق وهو يستعمل من أجل الدفاع عن النفس لا أن يدينه أو يجرم من يحاول أن يرد على هذه الجريمة.

ونبه إلى أن ملادينوف يحاول أن يسوق نفسه للاحتلال من جهة، وأن يمارس بتصريحاته ضغوطا على المقاومة من جهة أخرى، فيما يحاول بوضوح أيضا الخلط بين الإرهاب والمقاومة، والإشارة لعدم عقلانية المقاومة وتطرفها.