مجرد وقف إطلاق النار في غزة، حاولت أكثر من جهة مندسة، وممولة من الخارج، وتحظى بتغطية إعلامية مشبوهة، ومدعومة من المخابرات الإسرائيلية، حاول هؤلاء المندسون تشويه الواقع الفلسطيني في قطاع غزة، وخلق فتنة داخلية، وإثارة نعرات قبلية وعائلية، بهدف تمزيق النسيج المجتمعي، وإغراق أهل غزة في صراعات داخلية، تؤمن جبهة العدو الإسرائيلي، وتؤكد ما رمى إليه العدو من تشويه لواقع غزة.
ووقف على رأس أولئك الخارجين عن القانون بعض العملاء والمأجورين، الذين حسبوا أن المقاومة الفلسطينية على أرض غزة قد انتهت، وأن الكلمة العليا للجيش الإسرائيلي!
وظن أولئك العملاء والمندسون أن الفرصة قد حانت للانقضاض على رجال المقاومة، وتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني، فتمردوا، وعاث بعضهم في غزة فساداً، وعربدة، وصلفاً، وتجبراً وتكبراً على الناس.
لقد صاروا عصابات إجرامية وإرهابية، لم يكتفوا بالاعتداء على شاحنات المساعدات الإنسانية، بل تمادوا، وراحوا يعتدون على الأملاك الخاصة، وعلى الضعفاء من أبناء شعبنا المقهور.
ونسي أولئك الأغبياء بأن شعبنا الفلسطيني بفطرته يلفظ العملاء والمنحرفين.
شعبنا بحسه الوطني يحتقر المتعاونين أمنياً مع العدو، ويعشق كل من حمل السلاح في وجه مغتصبي وطنه.
شعبنا الفلسطيني الذي قدم ربع مليون بين شهيد وجريح ومفقود، يعرف من الذي قدم ماله ونفسه أولاده وأحفاده وممتلكاته في سبيل الوطن، ومن الذي ظل قابعاً خلف مصالحه، يتحين الفرضة كي يقتنص قطعة من أشلاء الوطن.
فلسطين عاشقة المقاومة، وفلسطين لا ترتضي أن يمتطي صهوتها ذليل جبان خوّان، فلسطين مهرةٌ عربيةٌ تأبى أن تكون مطيّة إلا للفرسان، أولئك الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وما زالوا يصارعون الوحش الصهيوني وجبابرة الطغيان.

