متجاهلاً الثورة العالمية ضد الصهيونية، ومتجاهلاً دماء أكثر من 65 ألف شهيداً، وأكثر من 150 ألف جريحاً، ومتجاهلاً حرب الإبادة الجماعية ضد الحجر والشجر والحضور في غزة، قدم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية التهنئة لليهود في عيد رأس السنة العبرية، متمنياً لهم الاستقرار والازدهار والأمن والسلام والوئام، تهنئة تبرئ العدو من كل الجرائم والإرهاب والمذابح ضد أهل غزة، تهنئة لم يقدم عليها أي رئيس أو ملك أو أمير عربي، حيث نأى الجميع بنفسه عن التورط في تهنئة لحكومة تمارس القتل الإرهاب، جميعهم، بما فيهم الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو، وبما فيهم الدول المتهمة بالتطبيع، جميعهم احترم مشاعر شعبه، واحترم مشاعر الشعب الفلسطيني الذي يُذبح أمام الفضائيات، ولم يقدموا التهنئة، ولكن محمود عباس تجاهل كل ذلك، وتغافل عن المحرقة، وقدم التهاني لألد أعداء الشعب الفلسطيني، الذين يمارسون ذبح أهل غزة، ويستعدون لذبح أهل الضفة الغربية، وتهجير سكانها.
محمود عباس يقدم في كل يوم، وفي كل مناسبة ما يفرض علينا نحن الشعب الفلسطيني أن نتعامل معه كعدو، عدو لا يختلف كثيراً عن نتانياهو، بل قد يكون نتانياهو أكثر خجلاً، وأقل وقاحة في عدوانه على الشعب الفلسطيني من محمود عباس، الذي يكرر ما يقوله نتانياهو: بان لا وجود لحركة حماس في غزة، هذا التصريح الوقح لنتانياهو، وتدخله في خيارات الشعب الفلسطيني، هذا التصريح يردده محمود عباس، ويزعم أن لا حق لحركة حماس في الوجود على أرض غزة لا عسكرياً ولا سياسياً، حتى أن عباس ينكر على حركة حماس حقها في المشاركة في الانتخابات الديمقراطية، فيما لو جرت انتخابات، ويؤكد أن من لا يعترف بما اعترفت به المنظمة، فلا حق له بالمشاركة في النظام السياسي، في الوقت الذي يدّعي حرصه على انتخابات ديمقراطية! فأين هي الديمقراطية مع الشروط العباسية المسبقة.
وحين تحدث محمود عباس عن المحرقة الإسرائيلية ضد أهل غزة، توجه بالإدانة والشجب ليوم المفخرة الفلسطيني، يوم السابع من أكتوبر، في محاولة منه للتغطية على إدانة الاحتلال بثلاث كلمات فقط، فماذا قال محمود عباس حرفياً:
"ندين جرائم الاحتلال! كما ندين قتل وأسر المدنيين بما في ذلك ما قامت به حركة “حماس” في 7 تشرين اول (أكتوبر) عام 2023"
هنا لم يكتف محمود عباس بالمساواة بين إرهاب الصهاينة ضد أهل غزة على مدار سنتين وبين المقاومة الفلسطينية!
عباس استخدم جملة من ثلاث كلمات فقط، حين قال: ندين جرائم الاحتلال!
جملة من ثلاث كلمات فقط،
ندين جرائم الاحتلال
ثلاث كلمات باردة نطق بها محمود عباس مقابل مئات آلاف الشهداء والجرحى، وحرب الإبادة الجماعية في غزة. ولكن محمود عباس هذا خصص باقي الكلام لإدانة مقاومة الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى!
فهل هذا المنسق والمتعاون أمنياً مع المخابرات الإسرائيلية يمثل الشعب الفلسطيني؟
هل يمكن لعاقل أو وطني أو مسلم أن يمد يده ليصافح هذا الأفاك المتعاون مع العدو، واللاهث خلف فتات الموائد؟
هذه رسالة إلى تنظيمات المقاومة الفلسطينية، بان واجبكم تحديد موقف ثابت وموحد من محمود عباس، ومن تمثيله للشعب الفلسطيني، ومن بقائه في موقع القيادة، في الوقت الذي يمارس كل أنواع المهانة والخيانة للوطن، سواء بالتصريح، أو بالممارسة من خلال ذبح المقاومة في الضفة الغربية، وتسهيل وتأمين حياة المستوطنين على أرض الضفة الغربية.

