قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءًا وكارثية، مؤكدا أن المجاعة تفتك بالمدنيين رغم مرور أسبوعين على إعلانها رسميًا في مدينة غزة وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وشدد الثوابتة، في تصريحات صحفية، على أن هذا الإعلان وما رافقه من بيانات ومواقف دولية "يبقى حبرًا على ورق" ما لم تتخذ إجراءات عملية تضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار وفتح المعابر بشكل كامل ودائم، وتدفق المساعدات بالكميات والنوعيات اللازمة لوقف الكارثة.
وأوضح أن ما سمح الاحتلال بدخوله من مساعدات لا يتجاوز 14% من الاحتياجات الفعلية للسكان، مع فرض قيود مشددة على نوعية المواد الغذائية، حيث يُمنع دخول اللحوم والألبان والفواكه والمكملات الضرورية للأطفال والمرضى.
وأكد الثوابتة أن الاحتلال ينتهج سياسة "هندسة التجويع" عبر منع الغذاء وتدمير الأسواق والبنية التحتية، ونهب الشاحنات قبل وصولها للمدنيين، في إطار مخطط لدفع السكان للنزوح القسري.
وقال إن، "إنذار الاحتلال للنزوح جنوبًا ليس إجراءً إنسانيًا، بل وسيلة لتجريد السكان من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين دائمين".
وحذر من أن الكثافة السكانية في جنوب القطاع، مع شح الموارد، ستؤدي إلى تفاقم الجوع والحرمان الصحي، مشددًا على أن الواقع الحالي "ينذر بوقوع حالات موت جماعي".
وأشار إلى أن حصيلة ضحايا التجويع تجاوزت 2600 شهيد منذ مايو/أيار الماضي، منهم أكثر من 200 طفل، موزعين بين ضحايا مراكز توزيع المساعدات، وضحايا استهداف المنتظرين لها، وضحايا سوء التغذية المباشر.
واتهم الثوابتة الأمم المتحدة بالاكتفاء بإعلانات وتصنيفات دون تحرك ميداني، معتبرًا أن صمتها "مشاركة في استمرار الكارثة"، داعيًا المنظمة الدولية لتفعيل آليات الضغط والمساءلة، وفرض تدفق الإمدادات الإنسانية.
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي، وإطلاق جسر جوي وبحري لإمداد غزة بالغذاء والدواء، مع ملاحقة الاحتلال على جريمة استخدام التجويع سلاحًا ضد المدنيين.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل نحو شهر بدخول كميات شحيحة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين، فيما ما تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 63 ألفا و557 شهيدًا، و160 ألفا و660 مصابًا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينيا بينهم 127 طفلا.

