حذر الدفاع المدني من "التبعات الإنسانية" الخطيرة على المواطنين في المناطق السكنية التي يعيد الاحتلال الإسرائيلي اجتياحها في قطاع غزة، وإجبار سكانها على النزوح نحو ما يُسمّى مناطق "آمنة" في وسط وجنوب القطاع.
وأوضح الدفاع المدني في تصريحات صحفية، أن هذه السياسة تهدف إلى تكريس معاناة المواطنين، بينما تضع العوائق أمام الطواقم في تقديم خدماتها الإنسانية أثناء الاستجابة لنداءات الاستغاثة.
وأشار إلى استمرار وصول نداءات الاستغاثة على مدار الساعة من مواطنين محاصرين في مناطق بات الاحتلال يعتبرها "مناطق عسكرية" غير آمنة.
وأشار الدفاع المدني إلى أن غالبية هذه النداءات لم يتمكن من الاستجابة لها حتى اللحظة، خصوصًا في مناطق شرق الزيتون والصبرة وخانيونس وجباليا، بسبب خطورة العمل فيها ورفض الاحتلال المستمر السماح للطواقم بالعمل الإنساني.
وجدد الجهاز تحذيره من "التبعات الإنسانية الخطيرة" للسياسة الإسرائيلية الممنهجة، التي تهدف إلى محاصرة المواطنين النازحين تدريجيًا في ما يسمى "المنطقة الإنسانية" وسط قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل العاجل وفرض احترام القانون الإنساني الدولي وميثاق جنيف، وإيقاف عمليات التنزيح بحق أكثر من مليوني مواطن في القطاع.
ويعيش حي الزيتون، أحد أقدم وأكبر أحياء مدينة غزة، تحت عدوان إسرائيلي غير مسبوق، هو الثالث من نوعه منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي 8 أغسطس، أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب)، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وحذر الدفاع المدني من أن السياسة الإسرائيلية "الممنهجة" تهدف إلى محاصرة المواطنين النازحين تدريجيا في المنطقة التي تصفها إسرائيل بـ"الإنسانية"، وسط قطاع غزة.
ودعا المجتمع الدولي "للتدخل العاجل لقطع الطريق على الاحتلال، وإجباره على احترام القانون الإنساني الدولي وميثاق جنيف، ووضع حد لعمليات النزوح القسري التي تستهدف نحو مليوني فلسطيني في القطاع".
وفي 20 يوليو/ تموز الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، إن 88 بالمئة من مساحة قطاع غزة البالغة حوالي 360 كيلومترا مربعا ويسكنها قرابة 2.3 مليون فلسطيني تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية تنطوي على تهجير قسري للفلسطينيين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و122 شهيدًا، و156 ألفا و758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصا، بينهم 112 طفلا.

