تظهر لقاءات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حجم الملفات المتشابكة والمعقدة التي يبحثها الطرفان، فمن ملف العدوان على غزة، مرورا بمحادثات وقف العدوان، وملفات إيران ولبنان وسوريا، ومطامع ضم الضفة الغربية، وصولا إلى توسيع دائرة التطبيع مع دولة عربية.
يرى الدكتور محمد هلسة استاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة القدس، أن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة ليس لعدد اللقاءات بين نتنياهو وترامب فحسب، بل للظروف الضاغطة التي دفعت إلى هذا التكرار في اللقاءات خلال زيارة تستغرق بضعة أيام.
يقول هلسة لصحيفة "فلسطين"، "اليوم هناك معضلة كل الأطراف تبحث عن مخرج منها"، فترامب يسعى لتحقيق اهدافه طامحا في الفوز بجائزة نوبل للسلام- رشحه نتنياهو لها خلال زيارته لواشنطن- بينما يتطلع نتنياهو إلى استعادة صورة "البطل" بعد سنوات كويلة من الحكم المتزعزع، وقضايا الفساد التي تلاحقه في المحاكم.
ويضيف، جميع الأطراف تسعى لمخرج، لكنه لا يأتي في سياق بحث المعضلة الأساسية في غزة، بل ينصب التركيز على الامتيازات التي ستحققها (إسرائيل)، والمكاسب التي سيجيبها نتنياهو شخصيا، ومحاولة استثمار الاوضاع الحالية لدمج إسرائيل في المنطقة.
أجندة نتنياهو
ويعد تطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان والسعودية أحد أبرز الملفات على الطاولة، على الرغم من أن الرياض تشترط إقامة دولة فلسطينية على حدود العام ٦٧.
ووفقا لهلسكة، ستقدم امريكا و(إسرائيل) صيغة فضفاضة للدولة الفلسطينية كمقابل لتطبيع مزيد من الدول العربية، لكنه يشير إلى أن نتنياهو يركز على ضم الضفة الغربية المحتلة، بهدف إرضاء اليمين الصهيوني المتطرف وحلفائه في الائتلاف الحكومي، لضمان عدم سقوط حكومته الهشة.
كما تشمل اجندة نتنياهو بحسب هلسة الملف النووي الإيراني، وتعزيز التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة، من خلال تزويد تل أبيب طائرات من طراز B-52.
ملف مقايضات
ويقول خبير الشؤون الإسرائيلية، نتنياهو يقود من واشنطن "ملف مقايضات"، فإن تحقق له انجاز في ملف معين يتنازل في ملف مقابل، لذلك يبقي حرب الإبادة مفتوحة على غزة حتى يحقق كل ما يسعى إليه في المنطقة.
من جهته، يرى طلعت الخطيب المختص في الشأن الإسرائيلي، أن لقاءات نتنياهو تهدف إلى إحراز تقدم ملموس في عدة ملفات، يتصدرها صفقة تبادل الأسرى ووقف العدوان على غزة.
ويقول الخطيب لصحيفة فلسطين، إن أجندة نتنياهو في واشنطن تشمل توسيع اتفاقيات إبراهيم، عبر تطبيع علاقات أوسع تشمل دولا عربية، مستفيدا من الدعم الأمريكي القوي في وجود ترامب على سدة الحكم.
كما يبحث نتنياهو وترامب التصعيد ضد إيران، واستعراض التعاون العسكري الذي شمل ضرب المنشأت النووية الإيرانية، والسعي للحصول على دعم أمريكي دائم ضد نفوذ طهران في المنطقة.
ويعتقد الخطيب ان نتنياهو يسعى خلال زيارته لأمريكا إلى تعزيز التحالف مع المسيحيين الإنجليين والجمهوريين، حيث عقد لقاءات مكثفة مع قادة الحزب الجمهوري والانجليين لضمان استمرار الدعم للأجندة الإسرائيلية في الكونجرس الأمريكي، بما في ذلك الرفض القاطع لإقامة دولة فلسطينية على حدود ال٦٧.

