حذّر الدكتور عبد الماجد الخضري، الصيدلي المتقاعد، من التداعيات الخطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القنابل المتفجرة والفسفورية التي أُلقيت على القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، تسببت في تلوث واسع للهواء والتربة والمياه، ما ساهم في ارتفاع مقلق لحالات الإصابة بمرض السرطان.
وأوضح الخضري، لصحيفة "فلسطين", أن تقارير دولية عديدة أكدت وجود علاقة مباشرة بين التلوث البيئي وازدياد معدلات الإصابة بالسرطان، مشيرًا إلى أن التلوث الناجم عن الحرب يُعد من أبرز الأسباب التي ساهمت في تفاقم الوضع الصحي في غزة.
وبيّن أن مناطق شمال وادي غزة وجنوبه تسجل معدلات إصابة مرتفعة، نتيجة لانحدار المياه الجوفية من الشمال نحو الجنوب، ما يؤدي إلى انتقال الملوثات عبر الخزان الجوفي.
كما أشار إلى أن حي الشجاعية، خصوصًا في الجزء الشرقي منه، يشهد ارتفاعًا واضحًا في معدلات الإصابة، استنادًا إلى إحصائيات رسمية، مرجعًا ذلك إلى تسرب ملوثات القنابل إلى المياه الجوفية، وتأثيرها السلبي على جودة المحاصيل الزراعية في تلك المناطق.
وتوقّع الخضري ازدياد الحالات في الأسابيع والشهور المقبلة، نظرًا للكمّ الهائل من القذائف والمتفجرات التي أطلقتها قوات الاحتلال، والتي قُدرت بمئات آلاف الأطنان منذ بداية الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرًا.
وفي سياق متصل، أظهرت تقارير أممية صادرة عام 2022 أن أكثر من 97% من مياه الشرب في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، بسبب تسرب الملوثات من مصادر متعددة، من بينها: الضخ الجائر، وشبكات الصرف الصحي المتدهورة، وتسرب مياه البحر المالحة، بالإضافة إلى مخلفات المتفجرات الإسرائيلية.
وبيّن تقرير حديث أن الكمية الإجمالية من المتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة – الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا – تُقدّر بـ274 كيلوغرامًا لكل متر مربع، أي ما يعادل نحو 41.6 كيلوغرامًا من المتفجرات لكل فرد من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.
وفي تحذير أممي سابق، أكدت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وجود نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة في أنحاء القطاع، مشيرة إلى أن إزالتها قد تستغرق ما يصل إلى 14 عامًا، ما يشكّل خطرًا طويل الأمد على السكان ويعيق جهود إعادة الإعمار.

