فلسطين أون لاين

استئناف المعارك في حلب

...
باصات حكومية تنتظر السماح بإجلاء المدنيين والمقاتلين والجرحى من حلب (أ ف ب)
حلب، أنقرة - (أ ف ب) / الأناضول

علق اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بهدف إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب الأربعاء 14/12/2016 بعد ساعات على إعلانه وقبل البدء بتنفيذ عملية الاجلاء، واستؤنفت المعارك العنيفة والقصف في حلب.

وحملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة فيما اتهمت انقرة النظام بتأخير تنفيذ الاتفاق. وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق ان الحكومة تطالب بالحصول على "قائمة بأسماء" المغادرين.

وكان الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة انتظروا فجر اليوم وسط برد قارس بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب الاتفاق الروسي التركي، بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة على أكثر من تسعين في المئة من الأحياء التي كانت منذ 2012 تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وتدور اشتباكات عنيفة يرافقها قصف متبادل في حلب حاليا، وفق ما افاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن قصف على الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة فضلا عن اشتباكات عنيفة، مشيرا إلى سقوط جرحى من المدنيين. ونقل مشاهدته لدبابة لقوات النظام أثناء إطلاقها القذائف باتجاه تلك الأحياء.

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس اندلاع "اشتباكات عنيفة على خطوط التماس بين الطرفين يرافقها قصف عنيف".

وتزامن هذا التصعيد مع اعلان مصدر قريب من دمشق تعليق اتفاق الإجلاء من شرق حلب الذي كان يفترض أن يبدأ تطبيقه فجر الأربعاء.

وقال المصدر "علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل الى عشرة آلاف شخص"، مضيفا إن الحكومة "تطالب أيضا بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء".

في المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، لفرانس برس ان "الاتفاق الاساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين" من شرق المدينة.

في موسكو، زعم الجيش الروسي في بيان أن "مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب"، مشيرا إلى أنه "تم صد هجوم الارهابيين واستأنف الجيش السوري عملياته لتحرير أحياء شرق حلب" على حد وصفه.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن قوات النظام السوري ومجموعات أخرى تحاول عرقلة وقف إطلاق النار، الذي تبذل تركيا جهدًا كبيرًا لتحقيقه، في مدينة حلب السورية.

وأضاف: "نرى في الوقت الراهن محاولة من النظام ومجموعات أخرى لعرقلة وقف إطلاق النار، وهنا (في حلب) توجد روسيا وإيران والقوات المدعومة من طهران إلى جانب قوات النظام السوري".

وأضاف: "لا داعي لأن يُلقي أحدهم الكرة في ملعب الآخر في مثل هذه القضية الإنسانية، فهناك اتفاق مُبرم ويجب تطبيقه".

وكان من المفترض ان تبدأ عملية اجلاء المقاتلين والمدنيين المتبقين في شرق حلب الأربعاء عند الساعة الخامسة صباحا (03,00 ت غ). وانتظرت عشرون حافلة حكومية خضراء اللون كان من المقرر أن تقل المغادرين منذ ليل أمس قرب حي صلاح الدين الذي يتقاسم الجيش والفصائل المقاتلة السيطرة عليه.

ويتكدس آلاف المدنيين في هذا الحي وأجزاء من أحياء اخرى في شرق حلب لا تزال تتواجد فيها فصائل المعارضة، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشارع. ويعاني الجميع من الخوف والجوع والبرد.

وأعلنت كل من موسكو وأنقرة الثلاثاء التوصل إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب، دخل على أثره وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في المدينة المنكوبة.

وتشكل خسارة حلب ضربة قاسية للفصائل المقاتلة في سوريا، في حين تعد أكبر انتصارات النظام السوري الذي سيكون بذلك قد سيطر على المدن الخمس الكبرى في سوريا.