فلسطين أون لاين

أزمة ثقة تُهدد التحالف القديم ..

بوليتيكو: جولة ترامب الخليجية لا تبشر بالخير لـ (إسرائيل)

...
بوليتيكو: جولة ترامب الخليجية تُربك حسابات نتنياهو ولا تبشر بالخير لـ (إسرائيل)
متابعة/ فلسطين أون لاين

كشفت مجلة بوليتيكو الأميركية أن الجولة الإقليمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج – كأول زيارة رسمية له منذ عودته إلى البيت الأبيض – لا تحمل بشائر طيبة لحكومة الاحتلال، وتزيد من إحراج رئيسها بنيامين نتنياهو، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب على غزة.

وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو، الذي استبشر بعودة ترامب للحكم، كان يأمل في مواصلة عدوانه على غزة دون عواقب، خصوصاً في ظل دعم الرئيس الجمهوري السابق، وغياب الضغوط التي مارسها الديمقراطيون في عهد جو بايدن.

لكن الجولة الخليجية الحالية، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، وتستثني "إسرائيل"، تسلط الضوء على تبدلات في أولويات ترامب، الذي يبدو منشغلاً أكثر بإبرام صفقات تجارية ضخمة مع دول الخليج، بدل دعم العمليات العسكرية في غزة.

وقالت المجلة إن استثناء "إسرائيل" من الزيارة رسالة واضحة بأن ترامب لا يعتبرها محورًا في أجندته الإقليمية الجديدة، والتي تتركز على الأمن الاقتصادي والسياسي مع حلفائه الخليجيين.

كما أن قادة الخليج باتوا يشترطون تحقيق تقدم فعلي نحو حل الدولتين قبل التفكير في أي خطوات تطبيعية، وهو ما يرفضه نتنياهو قطعًا، خوفًا على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة.

المال أولًا... لا غزة ولا إيران

يرى محللون أن ترامب، المعروف ببراغماتيته الاقتصادية، يضع مليارات الدولارات الخليجية أولوية قصوى، وقد وعده قادة السعودية وقطر والإمارات باستثمارات ضخمة، تتجاوز 600 مليار دولار، وهو ما يجعله أكثر ميلاً للاستقرار ووقف الحرب بدلًا من تأجيجها.

هذا التوجه يضع نتنياهو في الزاوية، خصوصًا مع مؤشرات على انزعاج إدارة ترامب من تعنته في ملف الأسرى واستمرار الحرب، إلى جانب خيبة أمله في ملف إيران، إذ لم يحصل على أي دعم مباشر لتوجيه ضربة لمنشآتها النووية.

غضب داخل البيت الأبيض

بحسب التقرير، بدأ مستشارون مقربون من ترامب – بمن فيهم المبعوث ستيف ويتكوف – توجيه انتقادات علنية لحكومة الاحتلال، محذرين من أن استمرار الحرب يعرقل الجهود الدبلوماسية الأميركية الأوسع.

ونقل عن ويتكوف قوله لعائلات الأسرى الإسرائيليين: "الحكومة الإسرائيلية لا تُبدي استعدادًا لإنهاء الحرب... ووقف إطلاق النار هو الخطوة التالية الصحيحة".

حتى ترامب نفسه، للمرة الأولى، دعا علنًا إلى وقف الحرب، ما يمثل تحولًا مفاجئًا في موقفه، ويعكس إدراكًا بأن غزة قد تعرقل طموحاته الدبلوماسية والاقتصادية العالمية.

تؤكد "بوليتيكو" أن نتنياهو بات في موقع أكثر عزلة، وأن رهان حكومته على "الضوء الأخضر" من إدارة ترامب لشن مزيد من العدوان على غزة، ربما لم يعد قائمًا، في ظل إعادة ترتيب الأولويات الأميركية لصالح الاستثمارات الخليجية والتسويات الإقليمية.

المصدر / وكالات