"أنا لست فتاة عادية ولا رقمًا.. استغرقت 29 عامًا من عمري لأصبح كما ترون؛ لي بيت، وأطفال، وعائلة، وأصدقاء، وذاكرة، والكثير من الألم"، بهذه الأمنية خطَّت رسالتها الصحفية الفلسطينية إسلام نصر الدين مقداد، التي استشهدت مع طفلها آدم، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلًا وخيمة في حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
كانت إسلام ، التي عملت صحفية مستقلة، تنتظر لقاء ابنتها الجريحة "زينة" التي فُصِلَت عنها قسرًا بسبب الحرب، وتخضع حاليًا للعلاج في تونس، بعد قصف سابق أدى إلى إصابة عائلة إسلام بجروح مختلفة، لكن القدر لم يمهلها للقاء المنتظر، إذ باغتها القصف وهي في خيمة نزوحها، لترتقي برفقة طلفها "آدم" وتنجو طفلتها ورفيقتها الصغيرة "سارة".
وقد نعت مؤسسات صحفية وحقوقية الصحفية مقداد، مشددة على ضرورة توفير الحماية الدولية للعاملين في الإعلام، ومعتبرةً أن استهداف الصحفيين يُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحرية التعبير.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، منشورا للشهيدة، على منصة "إنستغرام"، قبل ارتقائها، قالت فيها: "اسمي إسلام، وعمري 29، وهذا شكلي في الصورة الشخصية، وأكثر ما يخيفني هو ذكر موتي في استهداف من العدو، كرقم"، مضيفةً: "أنا لست فتاة عادية ولا رقما.. استغرقت 29 عاماً من عمري لأصبح كما ترون؛ لي بيت، وأطفال، وعائلة، وأصدقاء، وذاكرة، والكثير من الألم".
من جهته، نعى مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC)، الصحفية إسلام نصر الدين مقداد، التي استُشهدت جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا سكنيا في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الصحفيين".
وأشار مركز حماية، إلى أنه وباستشهاد مقداد، يرتفع عدد الصحفيين الذين ارتقوا جراء الغارات الإسرائيلية إلى أكثر من 200 صحفيا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات الحديثة، ويُثير تساؤلات جادة حول مدى التزام المجتمع الدولي بحماية الصحفيين في مناطق النزاع.
وأكد المركز، أن استشهاد الصحفية مقداد وعائلتها يأتي ضمن سلسلة منهجية من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين، وخاصةً الصحفيين، الذين يُفترض أن يتمتعوا بالحماية وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
وجدد "حماية الصحفيين"، دعوته إلى المجتمع الدولي لتحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والعمل على ضمان حماية الصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم دون عوائق، بما يتوافق مع مبادئ حرية الصحافة والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وطالب، بإدانة الهجمات المميتة التي تستهدف الصحفيين، وفتح تحقيقات نزيهة وشفافة في هذه الجرائم، ومحاسبة جميع المسؤولين عنها، كما أن استهداف الصحفيين يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وتهديدًا مباشرًا لحرية الإعلام وحق الشعوب في المعرفة.