﴿إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾
أستهل بآيات تجسد ملحمة غزة بأبعادها المتعددة..
(هذا بيانٌ للناس وهدىً وموعظةٌ للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قَرحٌ فقد مسَّ القومَ قَرحٌ مثلُهُ وتلك الأيام نداولُها بين الناس وَلِيَعْلَمَ اللهُ الذين آمنوا ويتخذَ منكم شهداءَ واللهُ لا يحبُّ الظالمين * ولِيُمَحِّصَ اللهُ الذين آمنوا ويَمْحَقَ الكافرين * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلمِ اللهُ الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين * ولقد كنتم تمنَّونَ الموتَ من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظُرون * وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسلُ أفإن ماتَ أو قُتِلَ انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلبْ على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئًا وسيجزي اللهُ الشاكرين * وما كانَ لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجّلًا ومن يُرِدْ ثواب الدنيا نؤتِه منها ومن يُرِدْ ثواب الآخرة نؤتِه منها وسنجزي الشاكرين * وكأين من نبيٍّ قاتلَ معه رِبِّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا واللهُ يُحبُّ الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفرْ لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّتْ أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة واللهُ يحبُّ المحسنين). (سورة آل عمران، الآيات 138-148).
غزة دشنت وجسدت خارطة طريق تحرير فلسطين بطوفانها في السابع من أكتوبر المجيد، مرحلة عظيمة وعصيبة في تاريخ القضية الفلسطينية وصياغة مستقبلها. محرقتها الملحمية وثباتها الأسطوري ومقاومتها الباسلة ومازالت المجازر اليومية وحرب الإبادة مستمرة.
المقالات المتتابعة التي بين أيديكم آيات الله مجسدة لملحمة غزة التي تخوضها عبر محطتها الماجدة في الطوفان والمحرقة، التي تمد الأمة والعالم بأصل الصورة التي ينتمي إليها شعب مظلوم محتل يقاوم بلحمه الحي.
أدعوكم للمتابعة والقراءة باهتمام، فهي آيات تتحدث عن وقائع محرقة مستمرة لسنة ونصف كاملة إلى الآن، لطوفان وملحمة غزة المجيدة كمحطة فارقة في تاريخ فلسطين وبناء مستقبلها المشرق بالتحرير والعزة والكرامة للأمة.
راجيا من الله تعالى القبول، وأن يكتب لهذه الكلمات الانتشار كصدقة جارية وأوقفها لله تعالى، بأن يكون حق النشر كمقالات لصحيفة فلسطين الغراء، داعيًا لكل صاحب همة وعطاء بنشره على أوسع نطاق بشتى السبل وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يجعل من جهد المقل لعبده الفقير راجياً رحمة ربه ثقيلاً في الميزان، ولا تنسوني من دعوة صالحة في ظهر الغيب.