مع انتقال التطبيع بين الأنظمة العربية والاحتلال من مرحلة السرية إلى مرحلة الهرولة العلنية وسط رفض شعبي عربي واسع لهذه المظاهر من العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، تطرح تساؤلات عدة حول أبعاد التطبيع، وإن كان يتجاوز حدود العلاقة الثنائية بين الاحتلال وكل طرف عربي إلى مخططٍ يستهدف الأمة ككل؟، ومخاطره، وملامحه والشواهد عليه، ومدى انعكاساته على الواقع السياسي العربي، والأنظمة الأكثر تورطًا في التطبيع، ودور حركات مناهضة التطبيع في التصدي لهذه المخططات، والدور الأمريكي في الضغط على الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال.
إنها مجمل الأسئلة التي طرحتها صحيفة "فلسطين" على المفكر العربي اللبناني معن بشور، الرئيس المؤسس للمؤتمر القومي العربي، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن.
مصطلح التطبيع
ويقول بشور في حوارٍ أجراه مراسل "فلسطين" عبر الهاتف: "إن مصطلح "التطبيع" الشائع في إعلامنا وأحاديثنا ليس دقيقاً حين نتحدث عن العلاقة بين الأمّة العربية وبين الكيان الصهيوني، فالتطبيع هو ترجمة لكلمة Normalization)) باللاتينية، وتعني العلاقة الطبيعية وهي لا تشمل العلاقة بين صاحب حق ومغتصِب الحق، بين صاحب الأرض ومن يحتل الأرض.
ويشير بشور إلى أن التطبيع ليس جديداً بين الأنظمة العربية والاحتلال بل هو قديم منذ قيام الكيان الإسرائيلي، منذ وعد بلفور قبل مائة عام، ومع اتفاقية تجزئة الأمّة العربية في سايكس – بيكو 1916.
لكن الجديد اليوم - كما يتابع المفكر القومي - هو حاجة الاحتلال مع اشتداد مأزقه واهتزاز ركائزه ونمو المقاومة في مواجهته جنوباً وشمالاً وفي قلبه، إلى الطلب من المطبعين معه أن يعلنوا ذلك جهاراً لكي يوحي لمواطنيه أنه يحقق إنجازات "كبرى" فيما توحي الأحداث أنه يواجه إخفاقات كبرى داخله، وعلى حدوده، وعلى المستوى الدولي.
هرولة عربية
وفي رده على سؤالنا، حول الشواهد على الدخول في مرحلة هرولةٍ عربية للتطبيع مع الاحتلال، يؤكد أن هرولة بعض الأنظمة "للتطبيع" العلني اليوم، بعد أن كان على مدى عقود تطبيعاً سرياً، بل إلى الانتقال من مرحلة التطبيع إلى مرحلة التحالف، يعود أيضاً إلى خوف قادة هذه الأنظمة على مناصبهم ومصالحهم وعروشهم، وشعورهم بأن حمايتهم تأتي من واشنطن وعواصم الغرب، وأن الطريق لاسترضاء هذه العواصم يمر بالضرورة عبر تل أبيب، والطريق إلى تل أبيب يمر عبر ما تسميه "بالتطبيع" معها.
ويكمل فيما يخص مخاطر التطبيع، بأن أعداء فلسطين والأمّة العربية يدركون تماماً مخاطر هذا التطبيع على فلسطين أولاً، وعلى حقوقها التاريخية وفي مقدمتها حق العودة، واستعادة الأرض والمقدسات، كما يدركون مخاطره على مستقبل الأمّة العربية ومصالحها ووحدتها، بل وحدة كياناتها الوطنية نفسها".
"لأن المشروع الصهيو استعماري الذي يرى في الكيان الصهيوني رأس حربته يطمح في النهاية إلى تجزئة المجزأ، وتقسيم المقسم، كي يتمكن من الهيمنة السياسية على المنطقة، ومن السيطرة الكاملة على مواردها الاقتصادية ومن تحطيم نسيجها الاجتماعي الموحد، وتدمير تراثها الحضاري وهويتها الثقافية".
ويذكر بشور أن أصحاب هذا المشروع، وفي طليعتهم الاحتلال لم يتوقفوا يوماً عن التخطيط للتوغل في أعماق مجتمعاتها بهدف إثارة الصراعات والحروب بين أبنائها، "فكيف حين يتيح لهم التطبيع مع الاحتلال حرية التحرك في أوطاننا وداخل مجتمعاتنا وفي قلب اقتصادنا وعلى حساب ثقافتنا؟".
تطبيع شامل
وعن هدف الاحتلال من التطبيع، يوضح أن أصحاب هذا المشروع لا يكتفون "بالتطبيع" بين دولةٍ عربية واحدة وبين الاحتلال، بل يسعون لأن يكون "التطبيع" شاملاً لكل أقطار الوطن العربي من المغرب إلى المشرق، وإلا كيف نفهم الدور "الصهيو استعماري" في تحريك ودعم كل مشاريع الانفصال والغرائز العنصرية من أقصى المغرب إلى شمال العراق إلى جنوب السودان، ناهيك عن دورهم في حروب وصراعات دموية داخل العديد من أقطار الأمّة.
ومن أمثلة التطبيع التي يستعرضها المفكر القومي، التي كانت بمستويات عدّة "للتطبيع" مع الاحتلال الإسرائيلي بعضها علني مرتبط بمعاهدات الصلح معه، كاتفاقية كامب ديفيد (1978)، ووادي عربة (1994)، وأوسلو (1999)، وحتى اتفاقية 17 أيار 1983 مع لبنان التي أسقطها الشعب اللبناني.
وبعض تلك الاتفاقيات "نصف علني"؛ موضحاً مقصده: "هناك مكاتب اتصال للاحتلال تُفتح في بعض العواصم العربية (تمّ إقفال بعضها رسمياً)؛ والبعض يعمل تحت الطاولة عبر السماح لوفودٍ من بعض البلاد العربية بزيارة الأرض المحتلة وتشجيعها، وبالسماح لوفودٍ إسرائيلية بزيارة بلدانها تحت هذا المسمى أو ذاك، أو عبر المشاركة في اجتماعات دولية جنباً إلى جنب مع ممثلي الاحتلال".
لكن في المقابل، لم تنجح محاولات التطبيع على المستوى الشعبي، بل شهدت مظاهر رفض ومقاومة مستمرة لها على كل المستويات، حتى تحدّث البعض عن "سلام بارد" لم ينجح في الوصول إلى الشعوب، بل أن بعض الجيوش، لاسيّما الجيش المصري ما زال يعتبر الاحتلال في عقيدته القتالية هو "العدو الصهيوني" وهو أمرٌ ما زال يقلق المسؤولين في (تل أبيب) رغم مرور أكثر من أربعين عامًا على معاهدة السلام مع مصر؛ كما يؤكد بشور.
ويشير إلى أنه في الجزيرة العربية والمغرب العربي يتضح مع كل محاولة تطبيع أو اختراق صهيوني تجاري أو ثقافي أو حتى رياضي حجم الاعتراض الشعبي داخل هذه الأقطار على هذه المحاولات وآخرها ما جرى في المغرب قبل أيام حين طرد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق عمير بيرتس من مجلس المستشارين المغاربة على يد الوطنيين في المغرب ، بالإضافة لوجود محاولاتٍ جادة في المغرب وتونس لتجريم التطبيع قانونياً ودستورياً.
مقاومة التطبيع
منذ أن برزت مخاطر التطبيع مع الاحتلال إثر توقيع بعض الحكومات لاتفاقيات "تسوية" مع الاحتلال الإسرائيلي، وحركة مقاومة التطبيع متصاعدة في هذه البلدان، مما أدى عملياً إلى إفشال معظم محاولات التطبيع على المستوى الشعبي في هذه الأقطار وهو ما اعترف به أركان الاحتلال أنفسهم، وما جرى الحديث عنه من "سلام بارد".
ويلفت المفكر العربي إلى أن حركة مناهضة التطبيع اتسعت واشتدّ عودها بشكل خاص بعد اتفاقية أوسلو عام 1993، وبروز مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي رعا رئيس وزراء الاحتلال السابق شمعون بيريز في كتابه الجديد الذي تحدث فيه عن شرق أوسطية تشمل الاحتلال مع دول المنطقة من المشرق العربي إلى المغرب العربي مروراً بوادي النيل.
وانعقدت لهذا الغرض، كما يتابع، مؤتمرات شاركت فيها (إسرائيل) جنباً إلى جنب مع عواصم عربية في القاهرة (1994)، والدار البيضاء (1995)، كان من المقرر أن تعقد في الدوحة عام (1996)، لولا مواجهتها بمعارضة شعبية ورسمية كبرى أدّت إلى فشل هذا المؤتمر وعدم انعقاده بعد ذلك مما اعتبر نكسة كبيرة لمخططات التطبيع التي كانت تطمح إلى قيام سوق شرق أوسطية مركزها الاحتلال، وقيام نظام شرق أوسطي بديل للنظام الرسمي العربي تكون قيادته في (تل أبيب).
ويقال حينها: إن من أسباب فشل ذلك المؤتمر هو ما قاله بيريز، لعدد من رجال الأعمال الخليجيين خلال اجتماعه بهم في الدار البيضاء، "اتركوا مصر وتعالوا إلينا، فستجدون ما يخدم مصالحكم أكثر".
وهذا الكلام، تبعاً لكلام بشور، استفز القيادة المصرية التي تعاونت مع القيادة السعودية التي كانت تحركها حساسيات من دور قطر المتصاعد يومها، ومع القيادة السورية الرافضة للتطبيع من حيث المبدأ، وأدى هذا التعاون إلى فشل المؤتمر في الدوحة وإلى طي صفحته يومها.
ويتابع: "بعد ذلك جرت محاولات إحيائه بعد احتلال العراق، وذلك في قمّة الجزائر عام 2006 التي كان لرئيسها وحكومتها موقف رافض بقوة لأنه ليست الجزائر هي الأرض التي تخرج منها قرارات التطبيع مع الاحتلال، وقد ساندتها يومها دول كسوريا ولبنان واليمن والسودان".
ويؤكد بشور أيضاً، أن ارتباك مخططات التطبيع على المستوى الرسمي، ما كان ليتم لولا حراك على المستوى الشعبي تمثل بتشكيل هيئات مقاومة التطبيع في أقطار عربية عدّة في المشرق والمغرب وفي دول الخليج، كما في وادي النيل، وانعقدت مؤتمرات وطنية وقومية في هذا الإطار وشكلت هيئات تنسيق قومية بين لجان مناهضة التطبيع التي بدأت تتكاثر لتشمل كل الأقطار العربية ولتطلق مبادرات ناجحة في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية التي لم تتوقف على مدى العقود الماضية.
ويتابع: "لم تكن مناهضة التطبيع شأناً تختص به هيئات مقاومة التطبيع التي وصل بعضها إلى حد المطالبة بتجريم التطبيع في الدستور، كما جرى في تونس بعد ثورة يناير/ كانون ثاني 2010، أو إلى إصدار قانون بتجريم التطبيع في المغرب والذي وقعته الكتل النيابية الرئيسة".
وجرى في هذا الإطار كما يشير تشكيل مرصد عربي لمناهضة التطبيع كما جرى تشكيل هيئة تونسية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع كانت جزءاً من برامج العديد من الهيئات والاتحادات والمؤتمرات القومية والتشكيلات الحزبية في العديد من أقطار الأمّة التي شكلت لجاناً خاصة بمقاومة التطبيع.
ولم ينحصر الأمر على مناهضة التطبيع، بل ارتبط هذا الأمر بقيام حركة عالمية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والاستثمار في الكيان الصهيوني (BDS) التي بلغت من الفعالية بمكان أن "اللوبي الصهيوني" يسعى داخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية إلى استصدار تشريعات بالملاحقة القانونية لكل من يرتبط بهذه الحركة ومعاقبته, بحسب بشور .
حركات المقاطعة
ويقول بشور إنه بات التلازم واضحاً بين حركة مناهضة التطبيع في الوطن العربي وحركة المقاطعة العالمية، بالإضافة إلى العمل لإحياء مكتب المقاطعة العربية الذي ما زال مقره في دمشق رغم الإهمال الرسمي المتعمد له من قبل النظام الرسمي العربي ممثلاً بجامعة الدول العربية.
إلا أنه يذكر أن موجات المقاطعة ومناهضة التطبيع كانت تعلو وتنخفض حسب التطورات السياسية، وقيام الحروب العدوانية الصهيونية وانكشاف محاولات اختراق إسرائيلية وتواطؤ رسمي عربي، مستدركا: "لكن علينا أن نقرّ أن هذه الهيئات ما تزال إلى حد كبير نخبوية وأنه لا بد من احتضان شعبي وحزبي لها".
كيف يمكن أن يساند استمرار المقاومة الفلسطينية في فلسطين ولبنان؛ وعقد اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخيرة مؤسسات مناهضة التطبيع، يرد بشور على سؤال "فلسطين" قائلاً: "إن ما يعزز من دور هذه الهيئات وجود مقاومة ملموسة للاحتلال، سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرهما مما يوفر سنداً ملموساً لدعوات المقاطعة ومناهضة التطبيع".
ويضيف: "المصالحة الفلسطينية الأخيرة التي جرت برعاية مصرية من شأنها أن تساعد في تعزيز دور منظمات مناهضة التطبيع..".
ويشير إلى أن الانقسام الفلسطيني كان عائقاً في وجه تنامي تأثير حملات المقاطعة ومناهضة التطبيع، تماماً كما حال الرضوخ الرسمي العربي في غالبية الأقطار لإملاءات أمريكية وغربية دون تجريم التطبيع بشكل رسمي، معللاً السبب: "لأن هذه الأوساط المساندة للمشروع الصهيو استعماري تدرك تماماً أنه إذ كانت المقاومة هي سلاح الشعوب والدول المحيطة بالكيان الغاصب، فإن المقاطعة ومناهضة التطبيع هي سلاح الشعوب والدول البعيدة عن فلسطين المحتلة، والتي تدرك أن مطامع هذا المشروع لا توفرها ولا تستثنيها من أهدافها".
الدور الأمريكي
"أمريكا تريد تطبيعاً تاماً من الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية.. إلى ماذا يؤسس هذا التوجه"؟ يجيب المفكر العربي على سؤالنا: "لا يخفى على أي متابع دقيق لمجريات الصراع العربي – الصهيوني، أن غاية المشروع الصهيو استعماري من التطبيع هو تصفية القضية الفلسطينية أولاً، ثم الهيمنة السياسية والأمنية والسيطرة الاقتصادية والاستراتيجية على أقطار الوطن العربي كما على موارده وطاقاته".
ويؤكد أن مناهضة هذا التطبيع تشكّل على المدى التكتيكي ورقة ضغط قوية بيد الفلسطينيين والعرب في إجبار الاحتلال وحلفائه على التنازل لصالح الحقوق الفلسطينية والعربية التي باتت معروفة، كما تشكّل على المدى الاستراتيجي تحصيناً للأمّة كلها بوجه كل أنواع الاختراقات الصهيونية وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والاجتماعية والأمنية كافة".
"فلسطين" سألت بشور كذلك، حول إن كان التطبيع العربي يمنح أمريكا ذريعة لتقديم مبادرات سلام أكثر جوراً على الحقوق الفلسطينية، ليقول إن الاحتلال الذي بات يعاني من مأزق وجودي، حسب تصريحات العديد من مسؤوليه ووفق تقارير مراكز دراسات، غدا أكثر حاجة للتطبيع من أجل تهدئة خواطر مواطنيه وحلفائه بأنه ما زال قوياً وقادراً على انتزاع مكاسب "تاريخية" من دول عربية، لاسيّما الدول النفطية كالمملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، بالإضافة إلى الدول التي عقد معها اتفاقات أو عقد معها علاقات تطبيع سرية أو شبه سرية.
تراجع سياسي
في ظل الحديث عن تراجع الدور والوزن السياسي للكثير من الأنظمة العربية؛ هل باتت الورقة الوحيدة أمامهم هي رفض التطبيع ؟ وهل يعني التطبيع التخلي الكامل عن القضية الفلسطينية؟ يرد بشور "لقد كانت ورقة مناهضة "التطبيع" هي إحدى أهم أوراق المفاوض الفلسطيني والعربي، والآن يعملون على نزعها من يده كي يستسلم بشكلٍ كامل للمشروع الصهيوني بكل تجلياته".
ولدى سؤاله عن المدى الذي بلغه التطبيع على المستويين الثنائي والإقليمي؟ وتطور آلياته؟ فقد بين أن المأزق الرئيس لدعاة التطبيع من إسرائيليين وحلفائهم يبقى أنهم قد ينجحون في فرض "التطبيع" على النظام الرسمي العربي بمعظم حكوماته، لكنهم لا يستطيعون فرضه على الشعب العربي بكل أقطاره، خصوصاً مع تنامي ظاهرة المقاومة في فلسطين ولبنان ووصولها إلى الجولان العربي السوري، ومع التبدل الحاصل في موازين القوى الإقليمية والدولية لغير صالح الكيان الصهيوني وحاضنيه في واشنطن.
ويضيف: "إذا كانت اتفاقيات السلام المعقودة مع أكثر من قطر عربي فشلت في نقل التطبيع إلى المستوى الشعبي وهو الأهم، فإن محاولات الاختراق التطبيعية في الأقطار الأخرى تتحول إلى مناسبات لإظهار الرفض الشعبي العربي والإسلامي للكيان الغاصب الذي كان يطمح بعد مدريد وأوسلو ووادي عربة أن يجعل من التطبيع حالة عربية".
ويشير إلى أن مناهضة التطبيع ومقاومة الاحتلال يشكلان اليوم الاستراتيجية الأفضل في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي لا يستهدف احتلال الأرض في فلسطين وجوارها، بل احتلال إرادة الأمّة وتمزيق نسيجها الوطني والقومي.
بطاقة تعريف
معن بشور، هو مفكرٌ وكاتب سياسي قومي عربي من لبنان، يعد من قياديّي العمل الوحدوي العربي، وشغل منصب الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي عام 1997م، تولى مسؤوليات قيادية بارزة في حزب البعث العربي الاشتراكي، كما أنه عضو مؤسس في المنظمة العربية لحقوق الإنسان عام 1982، والمؤتمر القومي العربي عام 1990، والمؤتمر القومي الإسلامي عام 1994 ، والمدير العام لدار الندوة في بيروت حتى عام 2004، ورئيس اللجنة التحضيرية لملتقى القدس الدولي في إسطنبول عام 2007.
وصدر عنه العديد من مؤلفاته: إشكالية العلاقة بين العروبة والإسلام، العروبة الجديدة، ومقاومة التطبيع أفكار وأساليب، بالإضافة إلى مقالات ودراسات في العديد من الصحف والدوريات اللبنانية والعربية حول قضايا النضال العربي.

