فلسطين أون لاين

تقرير مروان البرغوثي.. قيادي فتحاوي تسعى حماس لإخراجه من سجون الاحتلال

...
دير البلح - عبد الله يونس

تُظهر حركة حماس اهتمامًا بارزًا بإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي، القيادي في حركة "فتح"، وتعتبر ذلك جزءًا مهمًا من أي صفقة تبادل أسرى مع دولة الاحتلال.

وفقًا لتقارير إعلامية، تصرّ حماس على إدراج اسم البرغوثي ضمن قائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، معتبرةً ذلك خطوة لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أشارت إلى أن حماس تصر على إطلاق سراح كبار الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم مروان البرغوثي، بعد إتمام المرحلة الأولى من الصفقة.

بالإضافة إلى ذلك، تُشير تقارير إلى أن حماس تسعى لإدراج أسماء شخصيات بارزة أخرى، مثل أحمد سعدات وعبد الله البرغوثي، ضمن صفقات التبادل القادمة، مما يعكس استراتيجية الحركة في تعزيز الصف الوطني الفلسطيني من خلال الإفراج عن قيادات مؤثرة.

رمز وطني

ويرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن إصرار حركة حماس على إدراج مروان البرغوثي ضمن كبار الأسرى الذين تسعى لإطلاق سراحهم يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق مكاسب وطنية شاملة، أبرزها تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عوض لصحيفة "فلسطين": "مروان البرغوثي ليس مجرد أسير سياسي، إنه رمز وطني يجمع بين كونه قائدًا في حركة فتح وشخصية تحظى باحترام وتقدير شعبي واسع، بما في ذلك من قبل أنصار حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى".

وأكد أن إدراج اسمه في صفقة الأسرى "يحمل رسالة بأن حماس تعمل لتحقيق أهداف تتجاوز مصالحها الفئوية وتخدم القضية الوطنية ككل".

وأشار إلى أن إطلاق سراح البرغوثي سيمثل خطوة كبيرة نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني، قائلًا: "البرغوثي يتمتع بمكانة يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الحوار الوطني، وإعادة بناء الثقة بين الفصائل الفلسطينية، خاصة بين حماس وفتح. كما أنه قادر على أن يكون وسيطًا حقيقيًا لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، بما في ذلك إصلاح منظمة التحرير لتصبح أكثر شمولية".

وأضاف عوض: "منظمة التحرير اليوم بحاجة ماسة إلى شخصيات قادرة على تحريك المياه الراكدة، ومروان البرغوثي يمتلك رؤية إصلاحية واضحة تدعو إلى إشراك جميع الفصائل الفلسطينية في اتخاذ القرار الوطني".

ورأى أن حماس تدرك أن إطلاق سراحه قد يكون مدخلًا لإعادة هيكلة المنظمة وتوسيع تمثيلها بما يشمل الجميع، وهو ما لطالما طالبت به.

وأكد عوض أن المكاسب السياسية التي يمكن أن تحققها حماس من هذه الخطوة متعددة. وأوضح: "إطلاق البرغوثي لن يعزز فقط صورتها أمام الشعب الفلسطيني كقوة تسعى لتحقيق الوحدة الوطنية، بل سيعزز أيضًا مكانتها أمام المجتمع الدولي، خاصة أن البرغوثي شخصية تحظى بقبول دولي، ويمكن أن يساهم خروجه في تحسين الصورة النمطية لحماس باعتبارها طرفًا فاعلًا في المشهد السياسي الفلسطيني".

واختتم عوض حديثه بالقول: "تحرير البرغوثي لا يمثل فقط انتصارًا رمزيًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، بل أيضًا فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق إصلاحات جوهرية على مستوى منظمة التحرير، وإعادة الزخم للقضية الفلسطينية في مواجهة التحديات الإسرائيلية والإقليمية".

نبذة عن مروان البرغوثي

مروان البرغوثي هو أحد أبرز القادة السياسيين الفلسطينيين ورمز للمقاومة الوطنية. يحظى بشعبية واسعة بين الفلسطينيين ويُعدّ من أبرز الشخصيات التي تجمع بين النضال الميداني والعمل السياسي.

وُلد في بلدة كوبر شمال رام الله عام 1959، وبرز منذ شبابه في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث انضم إلى حركة "فتح" في سن مبكرة وأصبح أحد قادتها البارزين.

أكمل البرغوثي تعليمه الثانوي في الضفة الغربية، ثم درس في جامعة بيرزيت، حيث حصل على شهادة في التاريخ والعلوم السياسية. كما أضاف إلى رصيده الأكاديمي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية أثناء فترة أسره في سجون الاحتلال.

شارك البرغوثي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وكان من أبرز منظّميها، مما جعله هدفًا دائمًا للاعتقالات الإسرائيلية. وعلى الرغم من تعرضه للملاحقة والسجن، استمر في قيادة نشاطات المقاومة. كما كان له دور رئيسي في الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000، حيث عُرف بشجاعته وجرأته في مقاومة الاحتلال.

في عام 2002، اعتقل جيش الاحتلال مروان البرغوثي ووجّه له تهماً تتعلق بالضلوع في عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وبعد محاكمة وُصفت بأنها سياسية، حُكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عامًا. ومنذ ذلك الوقت، أصبح البرغوثي رمزًا للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وصوتًا لقضيتهم العادلة.

المصدر / فلسطين أون لاين