فلسطين أون لاين

تقرير غضب شعبي عارم: السلطة شريك الاحتلال في قمع المقاومة

...
أفراد من أمن السلطة الفلسطينية على أحد مداخل مدينة جنين شمال الضفة الغربية
غزة/ خاص فلسطين أون لاين:

في مشهد يثير غضبًا شعبيًا عارمًا، باتت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية المحتلة وكأنها ذراع للاحتلال الإسرائيلي، تستهدف المقاومين بدلاً من حمايتهم، وتسعى لتصفية آخر معاقل الصمود في مخيم جنين.

الحملة الأمنية التي تشنها أجهزة السلطة تحت شعارات زائفة مثل "حماية الوطن"، وصفها نشطاء ومغردون فلسطينيون وعرب بأنه خطوة ضمن مخطط صهيوني ممنهج لتفريغ الضفة الغربية من المقاومة، في تواطؤ مفضوح يعكس انحراف السلطة عن واجبها الوطني وتحولها إلى أداة لخدمة الاحتلال ومصالحه.

وأسفرت الاشتباكات المسلحة في جنين، اليوم السبت، عن استشهاد المقاوم في كتيبة جنين يزيد جعايصة، أحد أبرز المطلوبين للاحتلال منذ سنوات، على يد أجهزة أمن السلطة. كما أُصيب عدد من المواطنين، بينهم طفلان، في حين فرضت الأجهزة الأمنية حصارًا مشددًا على المخيم لليوم الخامس على التوالي، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق.

المواجهات بدأت عند الخامسة فجرًا، حيث حاولت أجهزة السلطة اقتحام المخيم، لكنها اصطدمت بمقاومة عنيفة من المقاومين، الذين استهدفوا آلياتها بعبوات ناسفة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط المخيم.

انتقادات واسعة

الكاتبة الصحفية لمى خاطر غردت عبر منصة "إكس" قائلة: "العار الذي تمارسه السلطة في جنين أسمته (حماية وطن) وهذا من أخسّ المسميات التي يمكن أن تطلق على حملة لتصفية ما تبقى من بؤر المقاومة ولإراحة المحتل من عبء مواجهتها، ومساعدته على التفرغ لسحق غزة هكذا يتلاعب الأنذال بالعقول ويتمادون في استهبال الجمهور، وكل هذا حجة على من يرجو منهم خيرا".

وكتب الأسير المحرر سلطان العجلوني في تغريدة: "#سلطة_البناشر تحاصر مخيم جنين وتقتل أحد المقاومين لقد آن للشعب الفلسطيني في الضفة إعلان الثورة على هؤلاء العملاء وقطع ذراع الاحتلال فلا يمكنك أن تحلم بالثورة على المحتل قبل القضاء على درع الخيانة الذي يحميه #حراس_المستوطنات".

أما الناشط ياسين غز الدين نشر عبر حسابه مقطع مصور لاقتحام أجهزة السلطة مخيم جنين، ووصفها بأنها شبيهة باقتحامات قوات ما تسمى بـ"حرس الحدود" الإسرائيلي. وأضاف: "تكالبت السلطة والأردن والاحتلال لإنهاء المقاومة في جنين، لكنهم سيفشلون".

وأضاف عز الدين: "شعبنا صبر على سلطة أوسلو 30 عامًا وأعطاها الفرصة تلو الفرصة وهي لا تزداد إلا ارتكاسًا وتنحدر من قاع إلى قاع، واليوم قرر أهالي مخيم جنين مواجهة السلطة ووضع حد لها، ومصيرها مثل مصير "روابط القرى" ومثل بشار الأسد الذين ألقوهم شعوبهم في مزابل التاريخ".

أما أدهم أبو سلمية قال في تغريدة: إن أجهزة أمن السلطة التابعة لعباس تخوض حرباً بلا هوادة ضد المقاومة الفلسطينية، ما عجز عنه العدو الصهيوني تمارسه الآن أجهزة أمن العار بحق المجاهدين في جنين"، مضيفًا: "أجهزة أمن السلطة تأبى إلا أن تكون شريكاً فاعلاً جنباً إلى جنب مع العدو المجرم في إراقة الدم الفلسطيني!!".

أما صاحب حساب "تامر"، فاتهم السلطة بالمشاركة في مخطط نزع سلاح المقاومة تحت غطاء أمني، بالتزامن مع حملة التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وأضاف: "السلطة التي لم تتحرك أمام اعتداءات المستوطنين تهاجم المقاومين وتساهم في تعزيز قبضة الاحتلال".

أوراق اعتماد

وفي منشور على فيس بوك"، وصف الباحث السياسي زياد ابحيص ما يحدث بأنه "تقديم أوراق اعتماد" للمرحلة القادمة من ضم الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الحملة الأمنية تأتي ضمن مخطط "الجزر السبع" الصهيوني، والذي تقسم فيه مراكز المدن والقرى الفلسطينية إلى سبع جزر تنقل فيها المسؤولية الأمنية وجزء من الخدمات إلى الأجهزة الأمنية مباشرة بما ينهي حتى الوجه السياسي للسلطة".

وأضاف ابحيص: بقبولها بمهمة تصفية المقاومة في مخيم جنين بالتفاهم مع حكومة صهيونية تشن حرب إبادة في غزة وتعلن ضم الضفة هدفاً لها على مدى الشهور القادمة؛ فإن قيادة الأجهزة الأمنية تعلن استعدادها للمحافظة على مصالحها وامتيازاتها حتى لو كان ثمن ذلك مساهمتها في طرد شعبها من أرضه، وليس فقط ضرب مقاومته.

السياسي الكويتي ناصر الدويلة قال في تغريدة: إن "سلطة محمود عباس تُنفذ تعليمات الاحتلال بحذافيرها. مهاجمة مخيم جنين واغتيال قادته هي خطوة تؤكد أن هذه السلطة ليست سوى ذراع للاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني".

أما الناشط يوسف الدموكي، فنشر صورًا تظهر الغبار الكثيف الناتج عن اقتحام أجهزة السلطة للمخيم وكتب: "هذه ليست قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل قوات الاحتلال الفلسطيني – فرع إسرائيل! السلطة تسمي هذه الحملة (حماية وطن)، ولكنها في الواقع تنفيذ لسياسات الاحتلال دون مواربة".

وأضاف: "تخيل أن هؤلاء هم شركاء الوطن، الذين ينادي بعض المغفلين بالتوحد معهم في سلطة واحدة! إنهم أول من يحتل أبناء شعبهم، يسرقون زهرات أعمارهم، يقتلونهم بدم بارد، ويتسببون في جرح العشرات واغتيال المقاومين. ثم يأتي الاحتلال ليكمل المهمة وينهي وجودهم عندما تنتهي فائدتهم. ليست هذه الأجهزة إلا أداة للاحتلال، تقتل شباننا وتفكك مقاومتنا تحت أسماء وشعارات زائفة".

المصدر / فلسطين أون لاين