فلسطين أون لاين

ماذا تهدف (إسرائيل) من عدوانها على سوريا؟

...
ماذا تهدف (إسرائيل) من عدوانها على سوريا؟
ياسين عز الدين

بدأت "إسرائيل" عدوانًا على المناطق السورية الحدودية فاحتلت المنطقة العازلة ومواقع للجيش السوري في جبل الشيخ وبدأت التوغل داخل محافظة القنيطرة ووصلت دباباتها مسافة 16 كم في بعض المناطق، بالإضافة للقصف المستمر لقواعد عسكرية ومخازن ومقرات في دمشق وجنوب سوريا.

كما أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال أنه من اليوم إسرائيل تقاتل في سوريا - الجبهة الرابعة (إضافة لغزة والضفة ولبنان)، وأخيرًا أصدر جيش الاحتلال تحذيرًا لسكان القنيطرة وعدد من البلدات الحدودية بعدم الخروج من منازلهم وإلا...

تلاحظون أن كل هذه العربدة جاءت بدون مقدمات من الطرف السوري، فكما قلنا سابقًا أن إسرائيل ستفرض المنطقة العازلة في حال تأكدت من سقوط الأسد لكن لماذا؟ ما فائدة "استعداء" الشعب السوري لو كان خلافها فقط مع نظام الأسد؟

بالنسبة لي فتصرفها طبيعي جدًا وإن لم تفعله فلن تكون إسرائيل، ولفهمه:

1- إسرائيل عداؤها مع العرب والمسلمين مهما كانت مسمياتهم وتوجهاتهم.

2- إسرائيل تدرك جيدًا أنها مهما حاولت طلب ودّ العرب فلن يقبلوها، وهي تدرك أنها دخيلة على المنطقة ولا توجد طريقة لقبولها إلا بالقوة وبحد السيف، وهذا ليس كلامي بل كلام جابتونسكي مؤسس حزب الليكود والأب الروحي لليمين الصهيوني، وتجدونه في مقالين كتبهما قبل 101 عام بعنوان "الجدار الحديدي" وكلامه بالنسبة لنتنياهو واليمين أكثر قدسية من التوراة.

لذلك حتى تفرض نفسها على الحكام الجدد لسوريا فلن تجد طريقة لذلك سوى بإرهابهم وإخافتهم وابتزازهم وبدأت بهذه الافتتاحية حتى لا تعطيهم أي فرصة لالتقاط الأنفاس.

3- إسرائيل عندها عقدة تفوق وإيمان بأنها أفضل من كل شعوب المنطقة، فلن تسمح لسوريا مزدهرة وقوية حتى لو كانت "مسالمة" ولا تحارب إسرائيل، لذا يجب أن تكون سوريا تابعة لإسرائيل وتأكل من فتات إسرائيل الاقتصادي كما تفعل مع الأردن ومصر وسلطة أوسلو؛ تذهب خيرات سوريا لإسرائيل ومشاريعها الاقتصادية ويأكل السوريون الفتات (يستبدلون آل الأسد بآل شلومو).

فتضع حكام سوريا الجدد أمام خيارين لا ثالث لهما إما الخضوع والعبودية لإسرائيل وشروطها التعجيزية أو محاربتها ودفع الثمن غاليًا من تدمير وعبث بالأمن الداخلي.

هذه إسرائيل التي زرعها الغرب في المنطقة العربية لتعربد وتقمع شعوب المنطقة وتمنع نهضتها، وحدودها لن تقف عند النيل والفرات، بل هي بالنسبة لترمب واليمين المحافظ تحمي الغرب من الإسلام والمسلمين "وتؤدبهم" وتقمعهم وتستنزفهم.