فلسطين أون لاين

"حكومة الاحتلال المعطِّلة لصفقة التَّبادل"

شاكر لـ "فلسطين أون لاين": استمرارُ العدوان على غزَّة "محاولةٌ لفرض منطق الفاشية"

...
غزة/ نور الدين جبر

قال الكاتب والمختص في الشؤون الأوروبية من النمسا حسام شاكر، إن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شاهد على غياب السياسة بالنسبة للاحتلال "الإسرائيلي" وحضور منطق فاشي يعتمد فكرة الإبادة والتطهير العرقي ومحاولة فرض امر واقع للقوة الغاشمة، مؤكداً أن حكومة الاحتلال "المعطل الأساسي لإبرام صفقة تبادل".

وأوضح شاكر خلال حديثه مع "فلسطين أون لاين"، أن حكومة الاحتلال تحاول أن تمضي في هذه القوة الغاشمة في فرض الأمر الواقع وتنحي السياسة جانباً، مستدركاً "لكنها على مدار 14 شهراً تخفق في إحراز نتائج ملموسة على صعيد احراز فرض جديد، خاصة أن شوكة المقاومة الفلسطينية لم تنكسر".

وأضاف أن "أدوات الاحتلال الوحشية ما زالت عاجزة عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يريد إدخال السياسة في المشهد بما في ذلك الجهود الدبلوماسية وإيجاد أي تسوية للوضع لأنه يراهن على أداة الوحشية.

ورأى أن استمرار الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة للشهر الـ 14 على التوالي، يُثبت أنه يمتلك الضوء الأخضر والاسناد المباشر لمواصلة إبادة الشعب الفلسطيني ومحاولة اخضاع القطاع وفق الخطط الإسرائيلية المُعدة مُسبقاً وأبرزها التهجير.

وبيّن أن الاحتلال يعمل بمنطق عزل الحرب داخل قطاع غزة عن الإقليم، لذلك أقدم على التفاهمات الخاصة وتحقيق التهدئة في لبنان، لافتاً إلى أنه يعمل على عدم اتساع رقعة الصراع في المنطقة، "وهذا لا يؤدي إلى ابرام اتفاق في غزة مباشرة خاصة أن الاتفاق فيها له عنوان واضح وهو الأسرى والنزول عند الشروط التي حددتها المقاومة الفلسطينية، وهذا ما لا تريده قيادة الاحتلال حتى الآن"، وفق تقديره.

ضغوط على الاحتلال

وبحسب شاكر، فإن ابرام التفاهمات في لبنان يمثل ضغطاً على قيادة الاحتلال من جمهورها والإدارة الامريكية لإبرام صفقة تبادل في قطاع غزة، متابعاً "جمهور الاحتلال الداخلي حرك مباشرة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإيجاد ترتيبات خاصة بقطاع غزة وهذا ما لا يريده نتنياهو لأنه يعمل على أساس تنفيذ برنامج إبادة جماعية وتطهير عرقي، وهو ما يمثل حرجاً لقيادة الاحتلال".

وشدد على أن "الاحتلال لا يريد أن يقدم ثمنا لهذه الصفقة، ولا يزال يأمل في أن تكون المسارات السياسية عبارة عن استثمار دبلوماسي في الأداء الميداني الوحشي".

وأوضح أن الاحتلال لا يزال يُمنى نفسه بإمكانية الوصول لصيغة صفقة معينة تمثل استسلاماً للشعب الفلسطيني ومقاومته، "وهذا لم يتحقق"، وفق تعبيره.

وبيّن أن الفلسطينيين لا يملكون خياراً سوى التمسك بمطالبهم لأن الاحتلال يعمل وفق معادلة صفرية، مشيراً إلى أن المطالب الفلسطينية منطقة كونها تتمثل بوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب الكامل من قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية وإعادة الاعمار.

ورأى شاكر، أن تحقيق التهدئة ليس مستبعداً لأن عنوانها في غزة مرتبط بجملة من الملفات وهي الأسرى والانسحاب من قطاع غزة وكسر الحصار وفتح المعابر، مستدركاً "هذه الملفات المتداخلة لا تخدم قيادة الاحتلال التي تريد أن تبلغ بالشرط أقصى مداه فيما يتعلق بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

وقال: "في لحظة ما سيتعين على قيادة الاحتلال الإدراك بأن برنامج التطهير العرقي والوحشية المتعمدة يبقى قاصرا وغير واقعي ولن ينجح سوى في إطالة امد الوهم بينما سيؤدي إلى مزيد من التبعات السلبية له في المجتمع الدولي ومحكمتي الجنايات والعدل الدوليتين".

انحياز ترامب

وعن السيناريوهات المتوقعة في تعامل الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، قال الخبير في الشؤون الأوروبية، إن "ترامب سيكون أكثر انحيازاً وتطابقاً مع برنامج حكومة الاحتلال من حيث المبدأ قياسا بما كانت عليه الفترة الرئاسية الأولى".

وأضاف أنه "من الواضح أن إدارة ترامب القادمة تأمل أن تبدأ أعمالها وقد اُطفأت الحروب المفتوحة ع جبهتي لبنان وغزة".

ورأى أن إدارة بايدن الحالية قد تكون معينة أن تُغلق ملف غزة قبل أن ترحل وهذا يمثل مصلحة مشتركة للإدارتين بايدن وترامب، لافتاً إلى أن ترك هذا الملف مفتوحاً في ظل وجود أسير امريكي في غزة يمثل حرجاً لإدارة بايدن لذلك ستحاول إنهاءه بأي شكل.

وتساءل "هل ستتخلى إدارة بايدن عن سلوكها الذي بقي من ناحية تفاوضية منحازاً للاحتلال على نحو أدى لتقويض فرص التسوية وإنجاز صفقة معينة؟".

وعن السيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة، رأى أن الاحتلال سيحاول الاحتفاظ على ثبات معادلة الوحشية المستمرة في غزة وضمان الغطاء الأمريكي والغربي له.

وأشار إلى أن استمرار هذه السياسة سيشكل ضغطاً حقيقياً على حلفاء الاحتلال من الخارج والمجتمع الإسرائيلي في الداخل على نتنياهو خاصة فيما يتعلق بملف الاسرى وتكون لها كلف متزايدة على المستوى الدولي بما يتعلق بالملاحقات القانونية والدولية والجنائية.

وبيّن أن نهج الاحتلال سيكون له كلفة متصاعدة بشكل مضطرد على صعيد عزلته عن علاقاته الخارجية وحلفاءه.

ولا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذ انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مستمراً حتى الآن، حيث خلّف ما يزيد عن 55 ألف شهيداً وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.