فلسطين أون لاين

أين ذهب الحراك الطلابي الأمريكي والاوروبي؟

...
أين ذهب الحراك الطلابي الأمريكي والاوروبي؟
مصطفى محمد أبو السعود

أذكرُ أن في المرحلة الجامعية في المغرب حدثت مشكلة بين مجموعة طلبة فلسطينيين وطلبة أفارقة، ولما وصل الأمر للمحلق الثقافي الفلسطيني في سفارة فلسطين بالمغرب عمل على تطويقها سريعاً، ثم قال: يا شباب إن هؤلاء الطلبة سيكبرون ويصبحون شخصيات بارزة في أوطانهم، أكسبوهم لصالح قضيتنا، فنحن بحاجة للجميع.

أتفق مع الرأي السابق، فالطالب اليوم سيصبح ذات يوم شخصية مؤثرة، وما بناه من علاقات في مرحلته الجامعية، وما كونّه من انطباعات عن الآخرين سيترجمها لعلاقات عمل وخطوات.

وبالعودة لعنوان المقال، فالحراك الطلابي في الجامعات الامريكية والمناصر لقضيتنا الفلسطينية وخاصة غزة، هو حراك رائع خاصة أن بعض تلك الجامعات هي مميزة ورفيعة المستوى ولا يدخلها إلا ذو حظ عظيم، وتصنع من طلبة اليوم قادة الغد وصناع القرار في الوطن، فاستيقظوا.

صحيح أن صحوتهم بهذا الشكل جاءت متأخرة، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح وهذا يمكن اعتباره من بركات ومخرجات حرب غزة التي لم تنته بعد، حيث ايقظت الضالين من سباتهم العميق الذي أسكنهم فيه المغضوب عليهم سنين طويلا.

لكن هذا الحراك لكي ينجح يجب أن يستمر؛ لأن استمراره يعني انتشال الكثيرين من حضن الرواية الصهيونية المزيفة.

وهنا أطرح عدة أفكار تساعد على استمرار الحراك الطلابي حتى بعد انتهاء الحرب، فالحرب هي الجهاز الذي كشف الدواء وكي يشفى من الدواء علينا الاستمرار في تناول الدواء.

1_إبداء التضامن والتأييد للطلاب الأمريكيين وغيرهم من خلال زيارة الجامعات.

2_ استقبال مندوبين عن الطلبة الثائرين في المؤسسات الرسمية الفلسطينية والعربية والإسلامية وتوثيق العلاقة بينهم.

3_تسهيل مهمات سفر الطلبة الثائرين لغزة حتى يروا بأعينهم الدمار والقتل.

4_تزويد الطلبة بمواد إعلامية وقصص إنسانية عما يحدث بغزة.

5_الطلب من إدارة الجامعة تسمية بعض مرافق الجامعة مثل القاعات الجامعية والمكتبات والممرات وقاعات المؤتمرات بأسماء شهداء فلسطينيين خاصة الأطفال، ووضع صورهم في الجامعة.

6_الاستمرار في تنظيم الفعاليات في الجامعات وخارجها بحضورطلبةجدد.

7_فتح الطلبة لحساباتهم الاجتماعية في وقت واحد على غزة ونقل الاحداث بشكل مباشر لنقل مشاهد الدمار لمتابعيهم.

8_تشجيع الطلبة على كتابة أبحاثهم في كافة مراحلهم عن غزة وإبراز الجانب الإنساني.

9_طباعة صور الشهداء والدمار على المنتجات مثل الملابس والدفاتر والكتب ويافطات الدعاية والاعلان والمعلبات الغذائية وتوزيعها على الشباب ووضعها في الأماكن العامة مثل الأندية الرياضية ودور السينما وامام الكنائس والمساجد.

10_كتابة القصص الإنسانية في الحرب وتوزيعها على الطلبة.

تلك عشرة كاملة من عندي، والمؤكد أن لدى كثيرين غيري الكثير من الأفكار مما يصب في ذات النهر الذي تصب فيه أفكاري وهو خدمة فلسطين وايقاظ العالم من غفلته.

وقبل وداعكم، اعذروني إن أخبرتكم بأن أكبر ما يؤلم القلب الفلسطيني هو أن الثورة الطلابية في الجامعات الأوربية والأمريكية أكبر بكثير جداً من الجامعات العربية، وكأنهم في الجامعات العربية لم يتعلموا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام" المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عصوا تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى"، نحن نعذرهم لأنهم مغلوبون على أمرهم، لكن الله لن يعذرهم.