منذ اليوم الأول لتنفيذ جيش الاحتلال عدوانًا جديدًا على جباليا شمال قطاع غزة، كانت المنظومة الصحية أولى الأهداف التي وضعها الاحتلال بهدف إخراج المستشفيات عن الخدمة والتسبب باستشهاد الجرحى والمرضى، وتشديد الخناق على المواطنين.
بعد حصار استمر لأكثر من 10 أيام لمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، اعتقل جيش الاحتلال كافة الكادر الطبي من الرجال في المستشفى، إضافة إلى عدد من الجرحى والمرضى المتواجدين فيها، واحتجاز النساء في أحد الغرف دون ماء او طعام.
مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، مروان الهمص، أن المنظومة الصحية تعاني من قلة الأدوية ونفاذ الوقود، محذرًا من استهداف جيش الاحتلال للطواقم الطبية في مستشفيات شمال القطاع.
وقال الهمص في حديثه لـ"فلسطين": "لليوم الثامن على التوالي لم يصل إلى مستشفيات شمال قطاع غزة أي غذاء أو ماء بسبب تعنت جيش الاحتلال الذي قام باعتقال 100 من العاملين في مستشفى كمال عدوان بعد اقتحامه للمستشفى".
وذكر الهمص أن الاحتلال استهدف المنظومة الصحية في قطاع غزة منذ بداية العدوان ضمن أهدافه إنهاء خدماتها وتدميرها".
وقال الهمص "الاتصال انقطع مع كل الطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان، ونخشى على حياة الطواقم والنازحين، حيث يوجد 500 جريح ومرافق ونازح، دون أي معلومات حولهم".
وذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أتلف كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفى، مما زاد من صعوبة تقديم الرعاية اللازمة للمصابين.
وطالب المؤسسات الأممية والدولية ومنظمة الصحة العالمية إيقاف الهجمة الإسرائيلي ضد مستشفيات وزارة الصحة بشكل عام ومستشفى كمال عدوان خاص، ووقف حصار الاحتلال للمستشفى الإندونيسي.
من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن الوضع في شمال قطاع غزة كارثي للغاية وفوق الوصف.
وقالت المنظمة في تصريح لها: "لم يتبق في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية سوى الموظفات ومدير المستشفى وطبيب واحد لرعاية نحو 200 مريض".
وذكرت أنه تم استهداف الأجهزة التي تقدم الأوكسجين بالمراكز الطبية في القطاع مؤلم وأكثر من 15 ألف شخص يحتاجون للعلاج خارج قطاع غزة".
وبينت أن أكثر من 1000 شخص من العاملين في المجال الصحي قتلوا في القطاع والوكالات الأممية تعمل على تقديم الدعم لكن وقف القتال قرار سياسي".
كما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى "كمال عدوان" شمالي قطاع غزة بعد أنباء عن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي له.
وأضاف غيبريسوس، في بيان نشره على حسابه عبر منصة إكس، أن "ما يحدث تطور مقلق بالنظر لاكتظاظ مستشفى كمال عدوان بنحو 200 مريض، إضافة إلى مئات النازحين".
وأشار غيبريسوس، إلى "فقدان الاتصال بالموظفين هناك"، بعد أنباء عن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي له.
واعتبر أن هذا تطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم الخدمات لهم والأشخاص الذين يحتمون بالمستشفى.
ويواصل جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، حرب الإبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.