يتابع الإعلام الإسرائيلي ما تنشره الصحافة الفلسطينية، وتتابع مراكز الأبحاث الإسرائيلية كل ما يدور في رأس الكتاب والمفكرين الفلسطينيين والعرب، ويتابعون ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، وللإسرائيليين مصلحة في معرفة تفاصيل حياة الفلسطينيين، وللإسرائيليين مصلحة في معرفة كل ما يدور في عقول الفلسطينيين؛ بل يسعى أعداؤنا إلى التأثير على الوعي الفلسطيني، من خلال متابعة ما يقال، وما يكتب في الساحة الفلسطينية، بل ويسعى أعداؤنا إلى صياغة وعي فلسطيني أقرب إلى مواقفهم، وأبعد ما يكون عن الارتباط بأرض فلسطين، وأبعد ما يكون عن التآلف والتآخي الفلسطيني، وأبعد ما يكون عن الثقة بالنفس، وتشجيع المقاومة، وهذا التدخل في التكوين النفسي الفلسطيني، من أهم مقومات النجاح الصهيوني في البقاء على أرض فلسطين.
ومن المعروف أن الإعلام الإسرائيلي جزء من المنظومة الأمنية، ولما تزل الرقابة الإسرائيلية تحدد مسار الإعلام، رغم فسحة الحرية في إبداء الرأي للكتاب، والتفكير المستقل عن مؤسسات الدولة، من يتابع الإعلام الصهيوني، يكتشف أصول الكذب لديهم، ويتعرف على وسائل التحايل لديهم في كيفية نشر الأخبار، والتعليق المواقف الرسمية، وقد بدا ذلك واضحاً في الفترة الأخيرة من خلال التمويه والتغطية على عدد القتلى في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية في غزة، ومع المقاومة اللبنانية، وفرضت الرقابة العسكرية على كل ما ينشر بهذا الشأن، بل أخفى الإعلام الإسرائيلي تفاصيل ما يتعلق بالمواقع الإسرائيلية التي تطالها صواريخ المقاومة، وخير دليل على ذلك، تجاهل الإعلام الإسرائيلي، وكذبة عشية قصف بيت رئيس الوزراء نتانياهو في مدينة قيسارية، ولم يعترف الصهاينة بإصابة البيت إلا بعد عدة أيام.
اقرأ المقال: مع يحيى السنوار؟
وضمن منطق الكذب والافتراء على الفلسطينيين، نشرت القناة السابعة العبرية، وهي قناة تابعة للمستوطنين الصهاينة، نشرت تقريراً مفصلاً عن معركة طوفان الأقصى، وعن الشهيد يحي السنوار، واعتمدت في التقرير على مقال نشرته شخصياً عبر صحيفة فلسطين، استعرضت فيه مواقف السنوار، وبعض الأحاديث التي تناولت القضية الفلسطينية بشكل عام، واستعداد المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمل مقاوم بطولي ضد العدو الإسرائيلي، وقد ورد ذلك التفكير في مهاجمة الصهاينة ضمن شعارات قادة حركة حماس، وهم يرددون صباح مساء، وفي كل مناسبة، نغزوهم، ولا يغزوننا.
القناة السابعة العبرية، اعتمدت على مقالي المنشور عبر صحيفة فلسطين، وادعت أن قائد حركة حماس يحيى السنوار، قد أبلغ الكاتب د. فايز أبو شمالة بموعد معركة طوفان الأقصى، وزاوجت القناة بين لقاء صحفي سابق، تحدثت فيه عن اقتحام المستوطنات، وبين مقالي المنشور عبر صفحات فلسطين، تحت عنوان "مع يحيى السنوار".
وفي تقديري أن الهدف من كذب القناة السابعة ـ قناة المستوطنين الصهاينة ـ الهدف هو استفزاز المخابرات الإسرائيلية، وتحميلها مسؤولية الفشل في معرفة خطط المقاومة الفلسطينية، التي فاجأت العدو بمعركة طوفان الأقصى، وتحميلها مسؤولية الجهل بما يجري من متغيرات على أرض غزة، وفي ذلك الاتهام تحريض للمخابرات الإسرائيلية لاتخاذ خطوات عدائية ضدي شخصياً، وضد كتاباتي السياسية، والتي انتشرت في الفضاء العربي، وأمست مقلقة للفكر الصهيوني، وتتعارض مع إعلام الهزيمة والانكسار الذي يرعاه العدو الإسرائيلي.