فلسطين أون لاين

"في ظل استمرار الحرب"

"الأعياد اليهودية "تُفرغ أسواق غزّة وتلهب الأسعار

...
غزة – رامي محمد 

تشهد الأسواق في قطاع غزة نقصًا حادًا في البضائع الأساسية وارتفاعا في أسعارها، وذلك بالتزامن مع ما يسمى بالأعياد اليهودية في شهر أكتوبر الجاري.  

وتفاقم الوضع بسبب الحرب المستمرة على غزة منذ عام، حيث عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير الأراضي الزراعية والمؤسسات الصناعية التي كانت تمثل مصدرا أساسياً لتلبية احتياجات المواطنين. 

في السوق الرئيسي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يلاحظ نقص واضح في الخضروات والمنتجات الغذائية والبقوليات المستوردة، ما تسبب في حالة من الاستياء بين المتسوقين من السكان المحليين والنازحين على حد سواء. 

يقول عبد السلام العجلة، أحد المتسوقين: "الأسواق شبه فارغة من الخضروات الأساسية مثل الطماطم والبطاطا والباذنجان والليمون وغيرها". 
وأضاف العجلة لـ"فلسطين أون لاين" ما يتوفر منها إما إنتاج محلي قليل أو مستورد كان التجار يخزنونه سابقًا". 

وأشار العجلة إلى أنه مع طرح المخزون في السوق، ارتفعت الأسعار بطريقة لا تتناسب مع أوضاع الناس، بيد أن البحث عن البدائل غير متوفر الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع القائم. 

من جانبه، يوضح صهيب أبو سلمية، وهو بائع في سوق النصيرات، أن هناك نقصا حادا في الطحين والسكر والزيوت والبقوليات نتيجة إغلاق معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي. 

ويضيف أبو سليمة لـ"فلسطين أون لاين": "اضطررت إلى تقليص ساعات عملي اليومية، وأعطيت أحد العاملين إجازة لأنه لم أعد أستطيع دفع أجرته". 

ونوه أبو سليمة إلى مواطنين مقتدرين عمدوا قبل أن تغلق سلطات الاحتلال على اغلاق المعبر إلى شراء كميات كبيرة من احتياجاتهم من السوق لتخزينها، بيد أن غير المقتدرين يعتمدون على ما تيسر لهم من نقود أو ما يتلقونهم من مساعدات وإن كانت في الوقت الحالي جداً شحيحة. 

وعبّرت ربة المنزل أم أنس الخالدي النازحة لمدينة دير البلح وسط القطاع عن تفهمها صد وعرقلة الاحتلال طواقم ميدانية حكومية عن متابعة عملها في ضبط الأسعار وتوقيف المستغلين، إلا أنها دعت الحكومة أو لجان الطوارئ أو العمل الفصائلي المشترك إلى بذل ما يمكن فعله وعدم ترك الأمر لما أسمتهم " بتجار الدم أن يستغلوا ظروف الناس الاقتصادية الصعبة من أجل بناء ثروات لهم". 

وتسبب اغلاق المعابر في نقص امداد المخابز بالدقيق والمحروقات، ما ترتب على ذلك تقليص انتاجها فلا يغطي احتياج المواطنين. 

من جهته أوضح فارس أبو سمرة صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في سوق دير البلح إلى أن تكرار إغلاق المعابر خلال الأعياد اليهودية يؤدي إلى نقص كبير في السلع الأساسية وهذا الأمر دأب عليه سكان قطاع غزة حتى قبل شن الاحتلال حربه على القطاع. 

وأضاف أبو سمرة لـ"فلسطين أون لاين" أنه في كل موسم من الأعياد تتوقف البضائع عن الدخول، ما يخلق أزمة في السوق، الأسعار ترتفع بسرعة، على سبيل المثال، كان سعر كيلو السكر 5 شواكل، والآن وصل إلى 20 شيقلاً وأكثر كما قفز زيت الطهي إلى نفس السعر بعد أن كان لا يتخطى 8 شواقل". 

وأشار أبو سمرة إلى احتكار بعض الباعة والتجار السلع طمعاً في تحقيق هوامش ربح مضاعفة، وفي ذلك مخالفة صريحة لأوامر الشريعة الإسلامية وخروجاً عن الإجماع الوطني. 

من جهته، نوه التاجر عبد المحي جندية الذي يعمل في ذات السوق إلى أن شهر أكتوبر يعتبر من أصعب الفترات التي يعاني فيها الفلسطينيون من نقص السلع، خاصة المحروقات وغاز الطهي. 

وأضاف لـ"فلسطين أون لاين": "هذا العام كان الوضع أسوأ بسبب الحرب التي دمرت البنية التحتية وجعلت الحياة مرهونة بما يسمح الاحتلال بإدخاله من بضائع ومساعدات".