لا يتوقف الشاب محمود نصر من البحث عن أدوية مرض الضغط وداء السكري في الصيدليات والمستشفيات الحكومية والميدانية لوالدته السبعينية التي هي بحاجة إلى تناول تلك الأدوية بانتظام.
وتعد أم محمود واحدة من آلاف المرضى داخل قطاع غزة الذين يعانون من عدم توفر الأدوية الخاصة بهم، نتيجة انهيار المنظومة الصحية، ورفض جيش الاحتلال إدخال أدويتهم إلى داخل القطاع.
وأكدت وزارة الصحة أن 350 ألف مريض مزمن لا يتلقون أدويتهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة.
يقول نصر لـ"فلسطين": "قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وخلال أو شهر منه كانت والدتي تحصل على أدويتها من العيادة الطبية لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بشكل دوري ولكن بعد اشتداد العدوان توقفت الوكالة الأممية من إعطائها الأدوية".
ويوضح أن حالة والدته الصحية ساءت بعد شهور طويلة على عدم حصولها على أدويتها الخاصة بانتظام، وبدأت تدخل المستشفيات نتيجة تدهور حالتها الصحية ولكن دون أي تحسن لأن أدويتها مهمة.
كذلك، يهدد استمرار عدم توفر أدوية الأمراض المزمنة حياة الستينية أم خالد حماد التي تتراجع حالتها الصحية يومًا بعد الآخر.
تقول حماد لـ"فلسطين": "حين يرتفع السكري في جسمي لا أجد الأنسولين والأدوية الأخرى من أجل الحفاظ على صحتي، والآن باتت حياتي مهدد لعدم وجود العلاجات التي نحتاجها".
وتوضح أن الصيدليات خالية من غالبية أدوية داء السكري ومرض الضغط والمتوفر منها ارتفع بنسبة 1000%، وهو ما يجعل الكثير من أصحاب الأمراض غير قادرين على شراؤه خاصة أن تلك الأدوية دورية.
وتشير إلى أن أدوية الأمراض المزمنة أيضا غير متوفرة لدى مستشفيات وزارة الصحة أو حتى المستشفيات الميدانية التابعة لمؤسسات دولية في قطاع غزة، أو حتى عيادات (الأونروا) التي كانت توفر تلك الأدوية كل شهر.
وكحال نصر وحماد، يعاني الخمسيني ناجي أبو صبيح من عدم توفر الأدوية الخاصة بمرضه في الصيدليات والمستشفيات، وهو ما يهدد حياته.
ويقول أبو صبيح لـ"فلسطين": "أنا مريض قلب وكنت بحاجة إلى إجراء عملية استكشافية، وبسبب الحرب وعدم توفر أيضا علاجات تقدم قبل العملية لم تجري لي وهو زاد من حالتي الصحية".
ويضيف: "بشكل شبه يومي أتوجه إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي من أجل سؤال الأطباء عن إمكانية إجراء العملية وتوفر الأدوية ويكون ردهم سلبي بسبب إغلاق المعابر من قبل الاحتلال".
ويوضح أن الكثير من أمراض القلب حياتهم مهدد بسبب عدم توفر الأدوية الخاصة بهم بالصيدليات والمستشفيات، إضافة إلى غياب الرعاية الطبية لهم بسبب استمرار العدوان وإشغال المستشفيات.
منظمة الصحة العالمية، سبق وحذرت من أزمة تواجه أصحاب الأمراض المزمنة في غزة، مع وجود أكثر من ألف مريض بحاجة إلى غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة.
وأكدت أكثر من ألفي مريض يتعالجون من السرطان، و45 ألف شخص مرضى بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.