فلسطين أون لاين

بسطةُ "الشّنباري" في جباليا.. سكاكر مُغمّسة بالدّماء وأشلاء أحبّة بـ"الجُملة"

...
جباليا/ جمال خضر

وسط دموع الفقدان وألم الفراق، ودّع الستيني جمال أبو عمشة، زوج ابنته محمد الشنباري (40 عامًا) وابنيه، جمال وناهض، الذين استشهدوا في مجزرة "إسرائيلية" استهدفت مدرسة الفالوجا الإعدادية للبنات، التي كانت تؤوي نازحين، في الـ 25 من الشهر الجاري.

وبحرقة يقول أبو عمشة، لمراسل "فلسطين أون لاين": ما أن جلس زوج ابنتي وأولاده على بسطة صغيرة لبيع السكاكر وحاجيات الأطفال، حتى باغتتهم طائرات الاحتلال بصاروخ، فارتقوا إلى جانب 12 نازحًا معظمهم من الأطفال.

وأضاف أبو عمشة: لم يكن زوج ابنتي يسعى سوى لتوفير القليل من المال لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والمجاعة التي تضرب مدينة غزة وشمال القطاع، لكن الاحتلال لم يترك مجالًا لهؤلاء النازحين، إذ قصف المدرسة التي لجأوا إليها بعد تدمير منازلهم في بيت حانون خلال عدوانه المستمر على القطاع.

وارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة جديدة ظهر الخميس الـ25 من الشهر الجاري، أسفرت عن 15 شهيدًا في حصيلة أوليّة، بعد استهداف مدرسة الفالوجا التي تؤوي نازحين من مخيّم جباليا شمال قطاع غزة.

صمود أسطوري

ورغم الفاجعة، يقول أبو عمشة، بصوت يملؤه التحدي: "لن نرضخ للاحتلال "الإسرائيلي" مهما كانت المجازر، ولن نغادر أرضنا نحن صامدون ولن نتركها مهما كلفنا ذلك من ثمن.

ويتساءل أبو عمشة، بحرقة عن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه المجازر المستمرة، قائلاً: "أين حقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم؟، معتبراً أن الصمت على تلك الجرائم بمثابة ضوء أخضر للاحتلال ليمضي في حربه ضد شعبنا.

وأكمل: أن الاحتلال يعتمد في استهداف المدنيين والأبرياء العزل ومراكز الإيواء في ظل صمت العالم الدولى تجاه ما يحدث في قطاع غزة من مجازر.

وأمضى بحزن: لم يبقَ من أولاد بنتى سوى ثلاث بنات وولد لم تتجاوز أعمارهم بعد الـ15عامًا، مردفًا "ورغم الحزن وما تعرضنا له الا أننا ثابتون صامدون".

ولجأ الشنباري، وعائلته للإقامة في مركز الإيواء بمدرسة الفالوجا الإعدادية للبنات بعد تدمير قوات الاحتلال منزلهم في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

ولفت أبو عمشة، إلى أنهم تنقّلوا للإقامة في أكثر من مكان هرباً من القصف "الإسرائيلي" على القطاع، بدءًا من مراكز الإيواء بمخيم جباليا ومدينة غزة بداية الحرب ثم العودة منهن بعد انسحاب الاحتلال منها وصولًا للإقامة بمدرسة الفالوجا.

وتواصل آلة القتل "الإسرائيلي" منذ السابع من أكتوبر الماضي، حصد أرواح المدنيين والأبرياء العزل في مختلف أنحاء قطاع غزة، وفي ظل صمت العالم والمجاعة التي تضرب أطنابها مدينة غزة وشمال القطاع.

واستشهد في مجزرة مدرسة الفالوجا 15 شهيدًا، بينهم أطفال أبرياء، لتضاف أسماؤهم إلى أكثر من 41 ألف شهيد سقطوا منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" في 7 أكتوبر، بينهم 17 ألف طفل و200 رضيع، فيما تواصل قوات الاحتلال استهداف المستشفيات، المساجد، والكنائس، وتحطيم ما تبقى من معالم الحياة في غزة.