هاجم الكاتب "الإسرائيلي" صموئيل ج. هايد، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنه أضعف الأمن في (إسرائيل) وعزّز الانقسامات الداخلية، مما يعكس فجوة كبيرة بينه وبين الزعيم البريطاني الشهير ونستون تشرتشل.
وأشار هايد في مقال له بموقع يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، إلى أنه بينما يسعى نتنياهو لتقديم نفسه كحامي لا غنى عنه لـ(إسرائيل) وسط الفوضى الإقليمية المتزايدة، فإن أفعاله تشير إلى تراجع مستمر في "الأمن القومي" لـ(إسرائيل).
ويعتبر هايد أن التاريخ سيصنف نتنياهو كأحد أسوأ رؤساء وزراء (إسرائيل)، حيث إن هوسه بتحقيق ما يسميه "النصر الكامل" على حماس يبدو أكثر ارتباطًا برغبته في ترك إرث تاريخي مميز، بدلاً من كونه استراتيجية فعالة للتعامل مع التهديدات الأمنية.
وأضاف أنه حتى في حال تحقيق هذا "النصر"، فإنه لن يمحو حكم التاريخ القاسي عليه، حيث ستظل ذكرى الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، بالإضافة إلى الفضائح المتكررة التي أحاطت به، تلقي بظلالها على إرثه السياسي.
على عكس تشرتشل، الذي أظهر شجاعة ورؤية استراتيجية في توحيد بلاده ضد التهديدات النازية خلال الحرب العالمية الثانية، فقد فشل نتنياهو في معالجة التحديات الأمنية التي تواجه (إسرائيل). ورغم التحذيرات المتكررة من قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، لم يفشل نتنياهو فقط في تقدير المخاطر القريبة، بل أيضاً عمّق الانقسامات الداخلية عبر تكتيكات خبيثة تتعلق بالحرب ومعاناة الأسرى "الإسرائيليين" في غزة.
ولفت هايد إلى أنه منذ عودته إلى السلطة، أخطأ نتنياهو في قراءة المزاج العام للجمهور في (إسرائيل). فقد أدت هجماته على الليبراليين والنشطاء السياسيين إلى شعور عميق بالإقصاء واليأس بين العديد من "الإسرائيليين"، مما ساهم في تفشي حالة من عدم الثقة وعدم الاستقرار الاجتماعي.
ومع تصاعد الحرب، تعاظم التوتر بين مطالب ائتلافه اليميني المتطرف وإدارة بايدن، مما زاد من مشاعر الإحباط لدى العديد من "الإسرائيليين".
في سياق الحديث عن القيادة، يؤكد هايد أن تشرتشل كان قادرًا على اتخاذ قرارات حاسمة خلال الأزمات الكبرى، بينما يظهر نتنياهو ميلًا للتردد والمماطلة. فقد أجّل عدة مرات الاجتياح البري لقطاع غزة ورفض اقتراح وزير الجيش بشن هجوم استباقي على حزب الله، مما أدى إلى تفاقم التهديدات. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن التهديد النووي الإيراني، لم يتخذ نتنياهو إجراءات فعالة على الأرض، مما أضعف قدرة الردع "الإسرائيلي" وزاد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
علاوة على ذلك، يُظهر نتنياهو نمطًا مستمرًا من التحريض على الانقسام بدلاً من توحيد "الإسرائيليين". فقد استخدم أساليب مثيرة للجدل ضد النشطاء السياسيين والإسرائيليين من خلفيات متنوعة، مما زاد من حدة الانقسامات الاجتماعية. إن وصفه بـ"ملاك التخريب" يعكس الطريقة التي زعزع بها الثقة في مؤسسات الكيان، بما في ذلك المؤسسة العسكرية والأمنية، من أجل الحفاظ على سلطته، كم يضيف هايد.
ويشير الكاتب ذاته إلى أن نتنياهو يقترب من نهاية تحدياته السياسية، ورغم أن سقوطه قد لا يكون وشيكًا، فإن الائتلاف الذي يقوده، والذي يضم قوميين متطرفين، فقد أي "ادعاء أخلاقي" لقيادة (إسرائيل).