سيكتب التاريخ أن المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام وحدهم الذين قصفوا وما زالوا يقصفون (تل أبيب)، وضواحيها بصواريخ M90 وفصيلتها من المقذوفات الصاروخية المتعددة والمتنوعة، في العصر البشري الحديث، حيث أصبحت العاصمة الهالكة "ملطة" لصواريخ القسام يضربها كيفما وأين ومتى شاء.
(تل أبيب)، الوجهة الاقتصادية الكبرى للاحتلال الإسرائيلي، والسياسية والتجارية أمام دول العالم الظالم، لكن القصف الصاروخي المتكرر لـ "كتائب القسام" والمقاومة الفلسطينية ألحق بها الخسائر الفادحة خلال معركة "طوفان الأقصى"، وأدخل الرعب في قلوب سكانها وروادها الزائرين ما جعلهم يستعجلون في طلبات الهجرة منها.
"كتائب القسام" لا تزال تمتلك الوصول إلى كافة مناطق فلسطين المحتلة، ما يعطي دلالة واضحة على قدرتها وخبرتها الميدانية والإستراتيجية والتكتيكية، لتجعل من (تل أبيب) عبرة الزمان والمكان التي لم يجرؤ أحد سواها على قصفها حتى الآن! ولم يكن قصف (تل أبيب) الإنجاز الأبرز لها خلال معركة "طوفان الأقصى"، بل حفل السجل الجهادي للكتائب بالعديد من الأعمال والعمليات النوعية التي أثلجت الصدور.
ظهور أبطال القسام في الفيديوهات الأخيرة وهم يصنعون الصواريخ قبل إطلاقها نحو هدفها المنشود، في ظل الغطاء الناري الكثيف على الأرض والسيطرة الجوية الكاملة للاحتلال من خلال الطائرات بجميع أنواعها والأقمار الاصطناعية والجهد الاستخباري والعمل الأمني الميداني، يعكس وعي المقاومة وتطور أدائها في الميدان، ويدحض ما يشاع على لسان المجرم "نتنياهو" وحكومته المتطرفة، عن نفاد ترسانة القسام الصاروخية وأنه لم يعد يمتلك إلا بعض الصواريخ قصيرة المدى والتي قد لا يصل مداها إلى مناطق غلاف غزة، ما يؤكد الفشل الأمني والاستخباري والعسكري والسياسي لقادة الاحتلال.
مناورة القسام المتكررة بقصف (تل أبيب)، يعطي المفاوض المقاوم العنيد زخمًا سياسيًا وضغطًا كبيرًا على الشارع الإسرائيلي وأهالي الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، خلال جولات المفاوضات الجارية، ما قد يسرع في انجاز الصفقة وإنهاء الحرب، حيث جرى خلافات واضحة وعلنية بين المنظومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية على عدم قدرة الاحتلال على تحقيق الإنجازات والأهداف المعلنة للحرب.
وأخيرًا، ستبقى كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية رعبًا وكابوسًا على (تل أبيب) والمدن الصهيونية، حتى يقف العدوان وحرب الإبادة بحق شعبنا، وعلى الفلسطينيين الصبر والتمسك بخيار المقاومة والوحدة والمزيد من الصمود وصولًا للنصر المحتوم.