وجه أطباء بريطانيون خدموا في غزة رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يعبرون فيها عن شهادتهم المباشرة حول وحشية جيش الاحتلال في غزة، ويطالبونه بوقف بيع الأسلحة إلى (إسرائيل) وإنهاء "القسوة غير المتخيلة" التي تحدث في القطاع.
أشار الأطباء في رسالتهم إلى صعوبة تحديد عدد الشهداء في غزة بشكل دقيق، حيث أن الأرقام المتداولة التي تتجاوز 40,000 شهيد فلسطيني تستند فقط إلى عدد الجثامين التي تم التعرف عليها، بينما يمكن أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.
واستشهد الأطباء بمجلة "لانسيت" الطبية الشهيرة، مؤكدين أن العدد الحقيقي قد يصل إلى حوالي 186,000 شهيد.
تحدث الأطباء عن الأوضاع الكارثية في مستشفيات غزة، موضحين أن "كل طفل تقريبًا دون سن الخامسة الذين التقوا بهم، سواء داخل المستشفى أو خارجه، يعاني من السعال والإسهال المائي. كما أن اليرقان والتهاب الكبد من النوع (أ) كانا منتشرين في المستشفيات التي عملوا بها، وكانت نسبة التعقيدات الجراحية تقترب من 100%". وأكدوا أن النساء الحوامل يلدن في ظروف غير صحية ومكتظة، مما يعرضهن لمخاطر صحية كبيرة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو الوفاة.
وأشاروا إلى أن حالات الإجهاض ووفاة الأمهات كانت شائعة بشكل مرعب، بسبب ظروف الولادة التي تكون في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات النظام الصحي الفعال، مؤكدين أن "معدلات الإصابة بالعدوى في جروح العمليات القيصرية كانت مذهلة".
من جانب آخر، أعرب الأطباء عن صعوبة مشاهدة حجم الوحشية والفوضى في غزة، ولكن الأسوأ من ذلك هو "معرفة أن العديد من الإصابات التي عالجوها ربما كانت ناتجة عن استخدام أنظمة أسلحة ومكونات تم توريدها من بريطانيا". وأضافوا مخاطبين رئيس الوزراء: "لو شاهدتم وسمعتم وعانيتم من الأشياء التي عايشناها، لما كان هناك أي شك في ضرورة فرض حظر على بيع الأسلحة إلى (إسرائيل)".
إلى جانب مطالبتهم بوقف تورط بريطانيا العسكري في الهجمات على غزة، دعوا إلى فتح الحدود أمام إيصال المساعدات دون قيود، مؤكدين أن "كل يوم تستمر فيه بريطانيا بتوريد الأسلحة والذخائر إلى (إسرائيل) هو يوم يُقتل فيه الفلسطينيون من رجال ونساء وأطفال في غزة، بواسطة أسلحة بما في ذلك تلك المصنوعة في المملكة المتحدة".