فلسطين أون لاين

تقارير عبريَّة تكشف: "معطيات مخيفة" حول أعداد الأطباء الذين يغادرون "إسرائيل"

...
تقارير عبريَّة: "معطيات مخيفة" حول أعداد الأطباء الذين يغادرون "إسرائيل"
غزة/ فلسطين أون لاين

كشفت القناة "الـ13" العبرية، عما أسمته "معطيات مخيفة" لارتفاع كبير في أعداد الأطباء الذين يغادرون "إسرائيل"، مشيرةً إلى أن النسبة تصل إلى عشرة أضعاف النسبة الاعتيادية.

ونقلت القناة العبرية تأكيد نائب مدير عام شؤون الأطباء في مستشفى إيخيلوف، غيل فاير، والمسؤول عن إدارة الموارد البشرية في المستشفى،  حصول هذه "المغادرة الهادئة"، التي كانت مجرد فكرة متداولة بين الأطباء أثناء احتدام الخلاف السياسي في "تل أبيب"، ولكنها تحوّلت إلى واقع ملموس بعد الـ7 من أكتوبر، رابطاً الأمر بمكانة "النخبة" في الجمهور الإسرائيلي، التي "تجد أن مكانها ليس هنا ولا تريد أن تبقى هنا".

وعلّقت الصحافية في "يسرائيل هيوم" ميراف سفر، على الموضوع بالقول إنه "من المحزن أنهم في الحكومة يحاربون كي لا تكون هنا نواة، وكي يبقى أولاد لا يتعلمون، وكي يغادر الأطباء"، مضيفةً أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يريد اقتصاداً "إذا سرتم بحسب قوانيني"، وتكون النتيجة خفضاً للتصنيف الائتماني لـ"إسرائيل".

ورأى محلل الشؤون الاقتصادية متان حودوروف، أن الأرقام المتداولة كافية للتدليل على حجم المشكلة، مبيناً أنّ "الاقتصاد في النهاية ليس مبنياً على 10 ملايين شخص، بل على 300 - 400 ألف شخص، منتجون وباحثون وأطباء وعلماء وموظفو تكنولوجيا "هايتك"، وإن ذهب 10% أو 15% منهم، لن يوجد هنا اقتصاد عصري".

ورداً على مداخلة بشأن إمكانية الاستغناء عن هذه الشرائح، والاكتفاء ببقاء من يمتلكون خلفية أيديولوجية، قال حودوروف "إذاً لنتخط العصر الحجري وندير الاقتصاد هنا من البداية"، مضيفاً "المشكلة هي أنه لا توجد نواة.. المشكلة هي أنه لا يوجد قلب".

وفي سياق ذي صلة، قال مفوض شكاوى الجنود في "الجيش" الإسرائيلي سابقاً اللواء احتياط، إسحاق بريك، إنَّ "استمرار حرب الاستنزاف بين إسرائيل وحماس وحزب الله ليس فقط أنها لن تؤدي إلى انهيار حماس وبالتأكيد ليس حزب الله، بل العكس هو الصحيح، هذه الحرب تستنزف وتحطمّ إسرائيل في عدة مجالات".

وأوضح بريك، في مقال صحفي نشر عبر صحيفة "معاريف" العبرية، أنّ "عملية انهيار إسرائيل تحدث من الداخل، ومن التأثيرات الخارجية".

وأضاف، أنّ "الوصول إلى مرحلة الانهيار جاء بعدما وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إسرائيل على أعتابها قبل حرب إقليمية"، مؤكدًا على أنه "إذا اندلعت حرب إقليمية متعددة الساحات فإنها ستختصر الجدول الزمني لانهيار إسرائيل".

وعلى صعيد "جيش" الاحتلال، أكد بريك أنّ جنود الاحتياط، الذين يتم تجنيدهم مراراً وتكراراً، يستنزفون استنزافاً شديداً لأن ليس لهم بدائل بسبب تقليص ستة فرق في العشرين عاماً الماضية.

وتستنزف الحرب كيان الاحتلال على الصعيد الاقتصادي، إذ أكد بريك أنّ "إسرائيل" أصبحت معزولة، و"حتى أفضل أصدقائنا في الدول الأوروبية يديرون ظهورهم لنا".

وأضاف أنّ عزلة الاحتلال تتجلى في المقاطعات الاقتصادية، وفي الحظر على شحنات الأسلحة كما تفعل بريطانيا وفرنسا، وفي إبعادها عن المشاريع الدولية.

وكشف اللواء الاحتياط أنّ "إسرائيل" تعاني من عجزٍ يتجاوز 8%، بينما تخشى جهات في وزارة مالية الاحتلال من أن يصل العجز إلى 9% في عام 2024، مشيراً إلى أنّ هذا المستوى من العجر هو  أعلى بكثير من هدف الحكومة البالغ 6.6%.

وتأثرت في حرب الاستنزاف، بحسب ما وصفها بريك، العديد من القوى الدافعة لنمو الاقتصاد الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ أصحاب التكنولوجيا الفائقة "هايتك" يغادرون "إسرائيل".

ذلك فضلاً عن أكثر من مائة ألف إسرائيلي تركوا مستوطناتهم، وآخرون إما لا يعملون أو انخفضت رواتبهم بشكل كبير، وطبعاً كل هؤلاء لا يدفعون الضرائب.

وتطرق بريك، في مقاله في "معاريف" إلى أنّ محكمة العدل الدولية سببت أضراراً لا يمكن إصلاحها في "إسرائيل"، وتزيد من مقاطعتها وكراهيتها، معترفاً ألا فرصة لـ "إسرائيل للبقاء إذا استمروا في إبعادها وسط الأمم المتحضرة".

ويأتي كلام بريك في سياق تصاعد الحديث في كيان الاحتلال عن أزمة المراوحة التي يمرّ بها الكيان، إذ كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس، عن عزلة "إسرائيل" التي سبّبها الشلل في حركة الملاحة الجوية، من جراء تخوّف شركات الطيران العالمية من ردٍ من إيران ومن حزب الله على "إسرائيل"، عقب الاغتيالين (الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت).

وأكد "هآرتس" أنّ "إسرائيل" ليست معزولة فحسب، بل تشعر أنّها تحت نوع من أنواع الحصار ولا سيما في قطاع الطيران.