فلسطين أون لاين

الحاخام والعنزة !

هكذا يصف الجمهور في دولة الاحتلال الإسرائيلي الحكومة والمعارضة بـ "الحاخام والعنزة"، حيث تجد المعارضة تطالب "نتنياهو" وحكومته المتطرفة، بوقف الحرب على غزة والجبهات الأخرى، وتوقيع اتفاق يضمن عودة أسرى الاحتلال وضمان أمنهم، وهذا الأفضل وفق قناعتهم ويعد إنجازًا، ولكن سرعان ما تجد "نتنياهو" وحكومته المجرمة، يماطلون ويراوغون خوفًا من محاسبتهم والتي قد تصل بهم إلى الاعتقال الذي من خلاله سيخسرون مكانتهم السياسية والمجتمعية.

لذلك "نتنياهو" اليوم أكثر قناعة أن ائتلافه إلى زوال وأن حياته السياسية أصبحت في مهب الريح، في حال موافقته على عقد الصفقة ووقف إطلاق النار، لهذا يتعنت ويتحدى ويناطح العالم كله من أجل الوجود الذي سرعان ما سينتهي مع عقد الصفقة.

والمعروف عن الحاخام في (إسرائيل)، هو الشخص الحكيم والأب الروحي، وعلى الجمهور الاستماع لحديثه والاستجابة لأقواله، وهذه هي صفات المعارضة خلال هذه الفترة.

الجمهور اليوم في (إسرائيل)، بات مقتنعًا أن رئيس حكومتهم المتطرفة، يخدعهم ويذهب بهم نحو الهاوية والهلاك، وأن استمرار وجوده يعجل بسقوط دولتهم المزعومة وانتهاء مستقبلهم في فلسطين، خاصة وأن العالم كشف سوأتهم وإجرامهم بحق الفلسطينيين، حيث تم انتهاك كل مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، وضربه بعرض الحائط، من خلال قتل الأطفال والنساء وكبار السن، وممارسة أبشع المجازر بحقهم، وتعذيب الأسرى واغتصابهم والتنكيل بهم، وتنفيذ الاغتيالات السياسية والتي كان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" القائد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية "طهران"، ما يعد انتهاكا لسيادة الدول ما يعكس عنجهية وإجرام الاحتلال.

بدأ الشارع في (إسرائيل)، يتحرك على الأرض بشكل كبير ومتسارع، في محاولة للضغط على حكومته المتطرفة، وانتهاء تعنتها ونزولها عن الشجرة والاستجابة للوسطاء بوقف حرب الإبادة على غزة وعقد الصفقة وعودة الأسرى، وأن حديث الحكومة عن قضائها على "حماس" وقادتها العسكريين بات أمرا مفضوحا ومعلوما، وأن الحديث عن تحقيق أهداف الحرب بات في مهب الريح وطي النسيان.

حيث طفت الخلافات على السطح بين وزير جيش الاحتلال "غالانت"، ورئيس حكومته المجرم واتهامه بشكل مباشر أنه هو الذي يماطل ويضع العراقيل أمام أي تقدم في المفاوضات وتنفيذ عقد الصفقة مع المقاومة، ما جعل أنصار الحكومة تطالب "نتنياهو"، بإقالته فورًا.

العالم الحر أصبح منزعجًا وأكثر اشمئزازًا من دولة الاحتلال، لأنها أصبحت أكثر انحطاطًا في الأخلاق وعدم احترامها والتزامها بمبادئ القانون الدولي، الذي ينص على العقوبة والمحاكمة في حال انتهاكه.

سيستمر مناصرو القضية الفلسطينية حول العالم بالخروج بمسيرات للضغط على حكوماتهم، بقطع العلاقة بدولة الاحتلال، وتأييد الفلسطينيين والاعتراف بقضيتهم العادلة.

وأخيرًا، ليس أمام حكومة الاحتلال سوى خفض الصوت قليلًا والاستماع لجمهور المعارضة ووقف إطلاق النار وعقد الصفقة مع المقاومة، وعلى الفلسطينيين الصبر والتمسك بخيار المقاومة والوحدة والمزيد من الصمود وصولًا للنصر المحتوم.