قال مسؤول طبي بارز إن أزمه دوائية تضرب مستشفيات غزة مع اقتراب نفاذ أرصدة حوالي 800 نوع من الأدوية المنقذة للحياة في القطاع في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية لليوم الـ312.
وأكد مدير دائرة الصيدلة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. إبراهيم أبو الخير، أن المنظومة الصحية في غزة تعيش "أزمة حادة" في مخزنات الأدوية والمستلزمات الطبية في ما تبقى من مستشفيات.
وأفاد أبو الخير في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، اليوم الثلاثاء، بأن (الهلال الأحمر) لم يستلم أية مساعدات طبية منذ بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح المتاخمة للحدود مع مصر.
وفي السادس من مايو/ أيار الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في المدينة الواقعة أقصى جنوب القطاع وكانت وقتها تؤوي مليون ونصف نازح.
وفي اليوم التالي، توغلت الدبابات والجرافات العسكرية داخل المعبر الفاصل بين غزة وجمهورية مصر العربية، وقامت بهدمه وتجريفه، ولا تزال تسيطر عليه حتى اللحظة.
وذكر أبو الخير أن الهلال الأحمر لم يستلم أية مساعدات طبية منذ أكثر من 90 يومًا.
وبيّن أن المنظومة الصحية تعاني الآن من نقص في أدوية المستشفيات بنحو 150 نوعا، وأدوية الرعاية الأولية بنحو 200 -250 نوعا رئيسيا.
ونوه أبو الخير إلى أن المستلزمات الطبية أيضا تشهد نقصا بنحو 300-400 صنف، عدا عن أن هناك نقص في مستلزمات وصفها "غير ضرورية" لكن غيابها بشكل مستمر يشكل "خطرًا طبيًا".
وأكد أن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين المواطنين والنازحين خلال فصل الصيف فاقم من معاناة المرضى والجرحى والمنظومة الصحية على حد سواء.
وقال إن: انتشار الأمراض والأوبئة المعدية زاد من تفاقم الأوضاع الصحية سوءاً.
وأضاف: "لا أجد تفسيرا لإغلاق المعبر ومنع إدخال الأدوية الطبية ومواد النظافة بالتزامن مع انتشار الأوبئة والأمراض .. إلا أنه عملا إسرائيليا مقصودا".
ورغم ذلك، أكد أن المنظومة الصحية في غزة تحاول تقديم الخدمة بأقل الإمكانيات الطبية.
وأقر مدير دائرة الصيدلة بضعف جميع الخدمات الصحية؛ نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 10 شهور وتضرر المستشفيات والمراكز الصحية ونقص الأدوية وتدمير الأجهزة والغرف الطبية.
ونوه إلى أن أزمة الدواء الحادة تلقى بتأثيراتها السلبية على مختلف الأقسام الطبية (العمليات، الولادة، الأطفال الخدج، الغسيل الكلوي، السرطان) وغيرهما.
واستدل بوفاة أكثر من 500 مريض بالسرطان منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة؛ نتيجة غياب الرعاية الصحية ونقص الدواء.
وتطرق أبو الخير إلى التداعيات السلبية للأزمات الصحية القائمة على الكوادر الصحية والمرضى والجرحى معًا.
وأوضح أن إغلاق المعبر (المنفذ البري الوحيد لغزة) فاقم من حدة الأزمة الصحية في المستشفيات الحكومية وغير الحكومية والمراكز والنقاط الطبية المنتشرة في بعض المناطق السكنية والمكتظة بمخيمات النازحين.
وحذّر من أن "عدم دخول المساعدات الطبية قريبا سيعرض المرضى والجرحى للخطر".
وسبق أن حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من إن استمرار إغلاق معبر رفح البري يفاقم خطورة الأزمة الإنسانية الكارثية للمدنيين الفلسطينيين ويسرع وتيرة تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
وأبرز الأورومتوسطي أن (إسرائيل) بإغلاقها معبر رفح شددت من قبضتها الثقيلة وحصارها الخانق على قطاع غزة، وعزلته كليًا عن العالم الخارجي.
ووفقًا للأورومتوسطي فإن أكثر من 11 ألف جريح بحاجة ماسة للسفر إلى خارج غزة لتلقي العلاج، في وقت يتهدد الموت أكثر من 10 آلاف مريض سرطان، بينهم نحو 750 طفلًا، وما لا يقل عن ألفي مريض بأمراض أخرى بحاجة إلى السفر للعلاج.