فلسطين أون لاين

معتقل سديه تيمان.. "غوانتانامو إسرائيل"

...
خاص/ فلسطين أون لاين

برز معتقل أو سجن سديه تيمان الإسرائيلي، كأبرز وجوه التعذيب واضطهاد الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة والذي يعرف بـ"غوانتانامو إسرائيل"، وذاع سيطه بعد الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

يقع معتقل سديه تيمان داخل القاعدة العسكرية سدي تيمان التابعة للقيادة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد أعيد افتتاحه مع اندلاع الحرب على غزة.

أقيمت قاعدة سديه تيمان خلال فترة الانتداب البريطاني في أوائل أربعينيات القرن الماضي على بعد نحو 10 كيلومترات شمال غرب مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة.

وحسب شهادات بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم وبعض الحقوقيين والمحامين، يقع معتقل "سدي تيمان" في قلب صحراء النقب، وهو بعيد جدًا عن أي تجمعات سكنية، ويوجد في منطقة معزولة ومقطوعة عن العالم.

وتضم القاعدة العسكرية مقرا بديلا لمديرية التنسيق والارتباط في غزة، التي يفترض أن تعمل في حالات الطوارئ على حدود غزة، وكذلك منشآت الاعتقال التي استخدمت أيضا خلال العمليات العسكرية السابقة في غزة.

الهدف من المعتقل

كان هدف سلطات الاحتلال من افتتاح المعتقل هو احتجاز الغزيين الذين اعتقلوا من القطاع، وكذلك عناصر "وحدة النخبة" من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الذين تم أسرهم خلال معركة (طوفان الأقصى).

وإلى جانب هذا الهدف أقيمت منشآت الاعتقال داخل القاعدة العسكرية سديه تيمان، ليكون الإشراف على المعتقلين من قبل جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية، دون أن تكون لسلطة السجون الإسرائيلية على اجراميتها أي صلاحية بشأنها، وذلك بغية التكتم على الإجراءات التي تنفذ ضد المعتقلين، وعدم الكشف عما يجري بمنشآت الاعتقال أو السماح بالزيارات.

وبموجب أمر عسكري صادر عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت جعل من القاعدة مكانا للاحتجاز والاعتقال الإداري، وأقيمت بالمعسكر 5 منشآت تحتوي على أقفاص حديدية وبركسات لاحتجاز من يتم اعتقالهم من غزة، كما أقيمت 5 خيام واعتبرت مستشفى ميدانيا لعلاج الجرحى من المعتقلين.

واحتجز جيش الاحتلال في قاعدة سديه تيمان خلال "طوفان الأقصى" نحو 1500 غزي، وذلك بموجب هذا الأمر العسكري.
وجاء الأمر الصادر عن غالانت بموجب "قانون المقاتلين غير الشرعيين"، الذي يجيز لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ قرار بتنفيذ اعتقالات إدارية واسعة دون الحق بالاستئناف أو المرافعة القانونية.

اعتداء جنسي

ولم تكن الحرب الجارية على قطاع غزة، وليدة اعتقال المواطنين من قطاع غزة في هذه القاعدة، إذ أنه خلال حرب معركة "الفرقان" التي تسمى إسرائيليا "الرصاص المصبوب" عام 2008، وخلال معركة "البنيان المرصوص" أو ما تسمى إسرائيليا "الجرف الصامد" عام 2014 اعتقل واحتجز داخله المئات.

ويوم الاثنين 29 يوليو/ تموز دهم أفراد من الشرطة العسكرية الإسرائيلية معسكر الاعتقال سدي تيمان، واعتقلوا للاستجواب 9 من جنود الاحتياط للاشتباه في اعتدائهم جنسيا على أسير من غزة والتنكيل به بشكل خطير.

وبحسب تقارير حقوقية وإعلامية فقد ارتكب جنود الاحتلال في هذا السجن انتهاكات حقوقية فظيعة في حق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.

وبدأت أول هذه التقارير المشيرة للانتهاكات للظهور في ديسمبر/كانون الأول 2023 تظهر، إذ تحدثت عن حالات تعذيب للأسرى في هذا المعسكر.

وأعلن جيش الاحتلال التحقيق في مقتل 36 معتقلا فيه معظمهم اعتقلوا من قطاع غزة، وحسب تقديرات أخرى يتم احتجاز أكثر من ألف معتقل هناك، وتحدثت تقارير حقوقية أيضا عن آلاف المعتقلين.

ومن بين وسائل التعذيب التي تم توثيقها في معتقل سديه تيمان، إبقاء المعتقلين مقيدين طوال الوقت، وقد تم بتر أطرافهم بسبب أثر القيود والأصفاد.

امتهان الكرامة

تم توثيق انتهاكات وامتهان للكرامة وتعذيب جنسي، وتعريض الأسرى لروائح كريهة وحشرهم في مساحات ضيقة ومنعهم من التحدث والكلام، وإجبارهم على الوقوف لساعات وضربهم بالهراوات، وترك الجرحى منهم لآلامهم ومنع العلاج عنهم.

وإضافة إلى هذه العذابات والانتهاكات تمنع قوات الاحتلال في هذا السجن استخدام الأسير لدورة المياه أكثر من دقيقة واحدة، ومن يتجاوز الوقت يتعرض لعقوبات تصل إلى الضرب والتنكيل والاعتداء الجنسي.

كما تمنع استحمام الأسرى إلا في دقيقة واحدة فقط كل أسبوع، فيما تستخدم سياسة التجويع وعدم تقديم الطعام الكافي، عدم توفير الأفرشة والأغطية للمعتقلين، وتمنعهم من الصلاة وأداء شعائرهم الدينية.