فلسطين أون لاين

بعد انسحاب الاحتلال.. أهالي خان يونس يعودون لمنازلهم ويؤكدون تجذرهم بها

...
خان يونس/ محمد سليمان

منذ اللحظات الأولى لسماع محمد عويضة الأخبار التي تتحدث عن انسحاب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من شرق خان يونس، سارع إلى تفكيك خيمته التي شيدها خلف مجمع ناصر الطبي، وعاد مسرعًا إلى بيته بمنطقة الشيخ ناصر.

وعاد عويضة إلى منزله شبه المدمر بمنطقة الشيخ ناصر من غرب مدينة خان يونس مشيًا على الاقدام برفقة أطفاله الخمسة وزوجته لارتفاع تكاليف النقل وعدم قدرته على دفع مزيد من الأموال خلال رحلة النزوح.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" انسحب فجر الثلاثاء، من شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد أكثر من أسبوع من تنفيذ عدوان بري رغم إعلانه مسبقًا أنها ضمن "المناطق الآمنة"، فيما يواصل توغله بمناطق جنوب المدينة.

ويأتي الانسحاب بعد ساعات من قصف مدفعي تعرضت له خان يونس، خاصة المناطق الشرقية منها، ولم يعلن الجيش عن انسحابه.

يقول عويضة لـ"فلسطين": "نزحنا يوم الإثنين الماضي من الشيخ ناصر تحت القصف مدفعية جيش الاحتلال "الإسرائيلي" واستشهد ابني عمي خلال النزوح، وكانت ساعات عصيبة حين خرجنا من منازلنا".

ويضيف عويضة: "عشنا أيام صعبة جدًا خلال هذا النزوح لأننا خرجنا من بيوتنا بدون شيء، ولم نجد حتى مساحة نقيم بها الخيمة لاكتظاظ المواصي وغرب خان يونس بمئات الآلاف من الناس، وكنا ننتظر بفارغ من الصبر عودتنا إلى منزلنا".

ويوضح أنه لا خيار لهم إلا التجذر في أرضهم ومنازلهم، وإصلاح ما يدمره جيش الاحتلال في كل هجوم لهم، خاصة مع صعوبة حياة النزوح، وعدم وجود أي خيار لنا.

كذلك، سارع المواطن علي كوارع إلى تفكيك خيمته التي شيدها داخل مقبرة عائلته غرب مدينة خان يونس، وتوجه إلى منزله بمنطقة جورة اللوت شرق المدينة، بعد 8 أيام من النزوح في المقبرة.

ويقول كوارع في حديثه لـ"فلسطين": "منذ اللحظة الأولى لخروجنا من منزلنا كنا نترقب الأخبار ونريد معرفة انسحاب جيش الاحتلال من شرق خان يونس من أجل العودة لمنازلنا لأننا لم يعد لدي أي طاقة لعيش حياة نزوح جديدة بعد خروجنا من منازلنا في ديسمبر الماضي والعيش لشهور طويلة في الخيام".

ويوضح أنه عاد إلى منزله بجورة اللوت ووجد أجزاء من منزله قد تعرضت لقصف بقذائف المدفعية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن سارع إلى إصلاحها من جديد، والعيش في المنزل تجنبًا للعيش في الخيمة.

وفي منطقة بني سهيلا التي كانت أكثر الأماكن لتواجد جيش الاحتلال، عاد أحمد قديح إلى منزله في البلدة التي تعرضت لتجريف من قبل جيش الاحتلال، وتدمير ونسف منازل.

ويقول قديح لـ"فلسطين": "وجدنا دمار واسع في بني سهيلا بعد انسحاب جيش الاحتلال من البلدة، وتجريف واسع بالمقابر، والأراضي الزراعية، والطرقات التي تؤدي إلى البلدة".

ويوضح أن آلاف من سكان بلدة بني سهيلا عادوا منذ الساعات الأولى لإعلان جيش الاحتلال الانسحاب منها، في تأكيد على تجذرهم في أرضهم.

كذلك، شرعت بلدية بني سهيلا تشرع بأعمال فتح الطرق الرئيسية لتسهل حركة المواطنين والمركبات، وذلك عقب انسحاب قوات الاحتلال من المدينة الواقعة شرق خانيونس.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول شن عدوانًا مدمرًا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيدً وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.