فلسطين أون لاين

"غزة" الابنة المدللة لأمريكا!

...
عبد الله يونس/ فلسطين أون لاين

في السباق الانتخابي الأمريكي يبذل المرشحان كامالا هاريس، ودونالد ترامب قصارى جهدهما للوصول إلى البيت الأبيض، والفوز بكرسي الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

يستمع الفلسطينيون إلى تصريحات  المرشحين حول غزة، فهاريس تنتقد نتنياهو وتنادي بأعلى صوتها لإنهاء الحرب على غزة وإدخال أكبر قدر من المساعدات إليها، وترامب الذي ظهر كثعلب يرتدي لباس الواعظين، يدعو بكل حزم لخروج جيش الاحتلال من غزة، ولتحقيق السلام فيها بأسرع وقت ممكن.

تصريحات يشعر كل من استمع إليها بأن غزة التي ترتكب (إسرائيل) فيها كل يوم جرائم حرب وإبادة جماعية، أخيرا أصبحت الابنة المدللة لأمريكا، ولكن قبل أن نمنح أنفسنا هذا الشعور يجب أن نعرف من هما المرشحان الأمريكيان.

هاريس الذي لا يعلم الفلسطينيون عنها الكثير، هي مرشحة عن الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالي بايدن الذي دعم الاحتلال بكل ما يملك خلال الحرب الدموية الجارية على غزة، فيما ترامب، ومن منا لا يعرف ترامب، هو المرشح عن الحزب الجمهوري الذي يجب أن يبقى بعيدا عن البيت الأبيض لكونه شرير كبير ضد الفلسطينيين.

يتساءل البعض هل ستكون هاريس التي قاطعت حضور خطاب نتنياهو أمام الكونغرس مؤخرًا، خيارًا أفضل بالنسبة للفلسطينيين من ترامب؟ أم أن الأخير سيكون قادرًا على إلزام نتنياهو بإنهاء هذه الحرب الجنونية على غزة، بصفته من أقرب المقربين إليه.

هذه التساؤلات بالإضافة إلى التصريحات التي تخرج من أفواه المرشحين، هي أقرب إلى اعتبارها مجرد هرطقات، ولا يمكن أن تستند إلى واقع، فالمعروف والثابت أن السياسة الأمريكية التقليدية مؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وصارخ منذ قيامها عام 1948.

لكن كيف يمكن تفسير تصريحات هاريس وترامب حول ضرورة إنهاء الحرب بشكل فوري، والتي يترجمها البعض على أنها انقلاب في الموقف الأمريكي على نتنياهو؟

يوجد في أمريكا نحو 3 ملايين و450 ألف عربي ومسلم، ويشكلون ما نسبته 1.1 بالمئة من عدد السكان. رغم أن هذا العدد لا يعتبر مؤثر قوي في فوز أو خسارة أي مرشح، إلا أن وجود المسلمين في ولايات تصنف بأنها "متأرجحة" في التصويت الانتخابي، يجعلهم مؤثرين، وأصحاب "رجحة القبان".

وهذا ما جرى في العديد من السباقات الانتخابية السابقة إذ حسم المسلمون في الولايات المتحدة تأييد الولايات التي يقيمون فيها لصالح مرشح ضد مرشح آخر.

وعلى هذا الأساس يحاول كل من هاريس وترامب دغدغة عواطف المسلمين بإطلاق التصريحات الحادة ضد إسرائيل، من أجل كسب أصواتهم لأنها ستكون حاسمة في عدد من الولايات.

والواضح أن أصوات المسلمين لن تذهب لصالح ترامب، استنادا إلى تجربته السابقة في السباقات الانتخابية، ففي الانتخابات الأخيرة صوت 17٪ فقط من المسلمين في أمريكا لصالح ترامب.

بسبب ذلك، قام ترامب بتكليف رجل الأعمال اللبناني مسعد بولس لقيادة حملته الانتخابية في أوساط عرب ومسلمي أمريكا لإقناعهم بدعمه خلال الانتخابات الرئاسية.

النتيجة النهائية التي يجب أن يدركها الفلسطينيون، أن السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ثابتة لا تتغير، ولا تساهم في إحداث ضغطًا كبيرًا على دولة الاحتلال، لإنهاء الحرب على غزة.

أخيرًا، ليس أمام الفلسطينيين سوى التمسك بخيار مقاومة هذا المحتل، والمزيد من الصمود، وصولًا إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء هذه الحرب والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة.